الرياش، واتخذ لشخصه كل الجلال وكل العظمة الملكية (٣٢). ولكن مما لا ريب فيه ان كثيرا من هذه المظاهر كان لابد أن يخلق انطباعاً قوياً في نفس السفراء، ويثير الفزع في نفوس الأهالي.
وفيما يتعلق كرومول الخاصة، فانه كان رجلا غير ميال إلى المظاهر والأبهة، يعيش عيشة طابعها البساطة والإخلاص مع أمه وزوجته وأولاده. وأحبته أمه حباً ممزوجاً بالخوف عليه، ترتعد فرقاً على حياته لكل طلقة نسمعها، وعند وفاتها في الثالثة والتسعين (١٦٥٤) قالت: " ولدي العزيز أني أترك قلبي معك (٣٤) ". انه هو نفسه، في أواسط الخمسينات من عمره، كان يدب أليه الهرم بسرعة، أن ما واجهه من أزمة تلو أزمة كان يهد من أعصابه التي قيل أنها حديدية. أن حملات إيرلندة وإسكتلندة زادت الحمى على داء النقرس، ولم يمر عليه يوم دون نصب او قلق ورسم له المصور إلى في ١٦٥٠ لوحة مشهورة. وان كل إنسان ليعرف تحذير كرومول للمصور حيث قال له:" مستر للى، بودي أن تستغل كل ما أوتيت من مهارة في رسم صورة حقيقية مثل شخص تماما، ولا تتملقني على الإطلاق، بل يجب أن تبرز هذه الخشونة والبثور والنتوءات وكل شىء، والا، فلن أنقدك فلسا واحدا (٣٥) ". وقبض للي أجره، ورسم "حامى الحمى" في صورة مصقولة إلى حد بعيد، ومع ذلك ابرز الوجه الصارم القوي، والإرادة الحديدية كما أبرز روحاً عصبية متوترة إلى حد الانفجار. ووجه النقد إلى كرومول من أجل البساطة الكئيبة في لباسه العادي - سترة وبذلة بسيطتان سوداوان -، ولكنه كان في المناسبات الرسمية يرتدي سترة موشاة بالذهب. انه بين الناس كان يحتفظ بوقار لا اثر فيه للتكلف أو التظاهر، ولكن في حياته الخاصة كان ينصرف إلى ألوان التسلية والدعاية والمزاح، بل إلى مزحات عملية وهزل ماجن طارئ (٣٦).