واشترى جون الأكبر عقاراً، وأثرى، واستخدم معلمين (بيوريتانيين) من أجل جون الأصغر، وأرسله في سن الحادية عشر إلى المدرسة إلى مدرسة سانت بول. وهناك تعلم الصبي اللاتينية واليونانية والفرنسية والإيطالية وبعض العبرية، وقرأ شكسبير ولكنه آثر عليه سبنسر. وأنا لنلحظ، عابرين، أنه تأثر كثيراً بالترجمة الإنجليزية لكتاب "الأسبوع" لمؤلفه دي بارتاس (١٥٧٨)، وهو عبارة عن ملحمة تصف خلق الدنيا في سبعة أيام:
كان بي نهم شديد إلى العلم والمعرفة، إلى حد أني، منذ بلغت الثانية عشر كدت لا أترك الكتاب أبداً، ولا آوي إلى النوم قبل منتصف الليل. وهذا أدى في الأساس إلى فقد بصري. وكانت عيناي (مثل عيني أمه) ضعيفتين بطبيعتهما، وكنت عرضة للإصابة بالصداع كثيراً، ولكن هذا على أية حال لم ينقص من حبي للإطلاع، ولم يعوق تقدمي في التحصيل (٢٦).
وفي سن السادسة عشرة انتقل إلى كريست كولدج في كمبردج. وهناك أدى نزاعه مع أحد المدرسين إلى التضارب والتلاكم بالأيدي. وأحس صمويل جونسون "بالخجل حين أروي ما أخشى أن يكون حقيقة، وهي أن ملتون كان من أواخر من وقعت عليهم العقوبة البدنية من طلبة الجامعتين كلتيهما"(٢٧). وطرد لمدة فصل دراسي واحد ثم سمح له بالعودة، وكان بالفعل ينظم شعراً جيداً. وفي ١٦٢٩، وهو في الحادية والعشرين، نظم قصيدة غنائية في الاحتفال "بصبيحة عيد الميلاد". وبعد ذلك بعام واحد، نظم قصيدة من ستة عشر بيتاً، أحياء لذكرى شكسبير ولتنقش على قبره، وقد ووفق بعد ذلك على نشرها في الطبعة الثانية لإعمال شكسبير:
ما حاجة شكسبير العزيز إلى جهد جيل في إقامة أحجار مكومة لعظامها لمكرمة، أو لإخفاء رفاته المقدسة تحت هرم يشير إلى النجوم؟
أيها العزيز الذي لا يغيب عن الذاكرة، أيها العظيم سليل الشهرة، ماذا