للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثراء عريض، وذات أصل كريم، على أغنى الأرامل" (٥٢). وبينما انساقت إنجلترا إلى الحرب الأهلية (١٦٤٢)، انطلق ملتون إلى الزواج (١٦٤٣).

لم ينضم ملتون إلى جيش البرلمان، وعندما اقتربت القوات الملكية من لندن (١٢ نوفمبر ١٦٤٢) نظم قصيدة (سونيت) يشير فيها على قادتها أن يحموا بيت الشاعر وشخصه؛ كما فعل الإسكندر الأكبر مع الشاعر بندرا من قبل، واعدا إياهم بأن ينشر على الملأ شعراً "حسن صنيعهم (٥٣) ". على أن القوات الملكية ردت على أعقابها. ولم يمس بيت ملتون بأذى، وبقي ليستقبل زوجته.

وكان ملتون قد التقى بماري باول Powall في فورست هل في أكسفورد شير، حيث كان والدها قاضي الصلح. وهذا الوالد، ريتشارد باول كان قد اعترف من قبل، في ١٦٢٧، بأنه مدين لملتون، وكان آنذاك في كمبردج، بمبلغ ٥٠٠ جنيه، خفف فيما بعد إلى ٣١٢، ولكن لم يسدد بعد. والظاهر أن الشاعر قضى عند أسرة باول شهراً (مايو-يونية ١٦٤٣) ولسنا ندري ليسترد الدين أو يحظى بزوجة. وربما أحس جون وهو في الرابعة والثلاثين، بأنه قد آن الأوان للزواج والنسل، وواضح أن ماري كانت تتحلى بالعذرية التي ينشدها. وفاجأ أبناء أخته بعودته إلى لندن متأبط ذراع زوجته.

ولم تدم السعادة طويلاً لأحد. فقد كره أبناء الأخت ماري كدخيلة عليهم، وكرهت هي كتب ملتون، وافتقدت أمها و "القدر الكبير من الصحبة والأنس والبهجة والرقص … " الذي كانت تنعم به في فورست هل. ويقول أوبري "كثيراً ما كانت تسمع أبناء الأخت هؤلاء يضربون فيتعالى صراخهم (٥٤) مذ رأى ملتون أن ماري محدودة التفكير ضيقة الأفق ليس لديها سوى النزر اليسير من الأفكار، التي هي في جملتها ملكية، فإنه انصرف ثانية إلى كتبه. وتحدث فيما بعد عن "شريكة حياة بكماء