للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملك الميت بكل "ضروب الفساد الخلقي والإثم مع الدوق المذكور، ويتهم شارل بتقبيل النسوة في المسرح، وبمداعبته أثداء العذارى والعقيلات علناً (٧٦) ". وكان سالماسيوس قد أطلق على ملتون أسماء كثيرة، فثأر ملتون بأن نعت سالماسيوس بأنه، غبي، خنفساء، حمار، كذاب، قذاف مغتر، مرتد، معتوه، جهول، متشرد، عبد ذليل، ويسخر من سالماسيوس لسيطرة زوجته عليه، ويعنف على أخطائه اللاتينية. ويدعوه إلى أن يشنق نفسه، ويضمن له الدخول إلى الجحيم (٧٧). ونظر توماس هويز إلى هذه الكتب المتنافسة من علياء فلسفته، فأعلن أنه عاجز عن أن يقرر أي الفريقين أقوى لغة وأيهما أضعف حجة (٧٨). على أن مجلس الدولة قدم الشكر لملتون.

تلقى سالماسيوس نسخة من "دفاع" ملتون أثناء وجوده في بلاط الملكة كريستينا في ستكهلم، ووعد بالرد عليه، ولكنه أبطأ. وفي والوقت نفسه أنصرف ملتون عن الشؤون الخارجية إلى شؤون بيته. ففي ١٦٤٩ انتقل إلى دار في "شيرنج كروس" ليكون قريباً من عمله. وهناك وضعت زوجته ولداً، لم يلبث أن مات، وفي ١٦٥٢ وضعت بنتاً "ديبورا" كلفته ولادتها حياة أمها. وفي تلك السنة فقد ملتون بصره تماماً. وعندئذ نظم قصيدة من أروع قصائده (السونيت) "عندما أتدبر كيف فقدت نور عيني". وأبقى عليه المجلس سكرتيراً لاتينياً، وخصص له كاتباً ليدون له مل يمليه عليه.

ومني، وهو رهين العمى، بخسارة أخرى، ففي عام ١٦٥٣ انهارت الجمهورية التي طالما هلل لها ورحب بها، إلى "ملكية عسكرية" وأصبح فيها "حامي الحمى" كرومول، في واقع الأمر ملكاً. وراض ملتون نفسه على هذه التطورات بقوله: "أن أساليب العناية الإلهية يحوطها الغموض والإبهام (٧٩) ". وظل على إعجابه بكرومول وامتدحه بأنه "أعظم بني الوطن وأكثرهم تألقاً وامتيازاً … أنه أبو البلاد"، وأكد له "أن في ائتلاف