إنسان يراه أن يدرك كيف وقر في ذهن الملك أنه لا علاقة له بهذه الأمور (٣٠). وقال أحد الوعاظ مرة لنبيل غلبه النعاس وهو جالس بين جماعة المصلين "سيدي: إنك تغط في نومك بصوت عال، وقد توقظ الملك (٣١) ". وقال عنه سانت إيفر موند الذي كان يعرفه حق المعرفة أنه كان "روبوياً (٣٢) "-وهو الذي كان يؤمن بوجود كائن أسمي غير مجسم تقريباً، ويفسر بقية المذاهب الدينية بأنها شعر شعبي. واتفق أرل بكنجهام ومركيز هاليفا كسي مع سانت إيفر موند في هذا الرأي (٣٣) ويروي بيرمنت "قال لي الملك ذات مرة، أنه ليس ملحداً، ولكنه لا يظن أن الله يعذب الإنسان لأخذه بشيء من أسباب المتعة واللذة عرضاً أو خطأ (٣٤) ". ورحب الملك بصداقة هوبز الذي يدين بالمادية، وتولى حمايته من رجال اللاهوت الذين طالبوا بتقديمه للقضاء بتهمة الهرطقة. ويرى فولتير أن "لامبالاة الملك المطلقة" بكل الصراعات الدينية التي تفرق بين الناس عادةً، أسهمت بدرجة غير يسيرة، في حكمه السلمي (٣٥).
ويحتمل أن شارل كان متشككاً، مع شيء من الانعطاف نحو الكثلكة، بمعنى أنه كان يشك في اللاهوتيات، ويؤثر الكاثوليكية، لطقوسها النابضة بالحياة، وتعلقها بالفنون، وتساهلها مع الجسد، وتأييدها للملكية. وربما غاب عن ذاكرته أن العصبة الكاثوليكية وبعض الآباء اليسوعيين قد أقروا من قبل قتل الملك. ولكنه تذكر أن الكاثوليك الإنجليز دافعوا عن أبيه، وأن ثلث النبلاء الذين ماتوا في سبيل النضال عن شارل الأول كانوا من الكاثوليك (٣٦)، وأن الكاثوليك الأيرلنديين بقوا على ولائهم لأسرة ستيوارت، وأن حكومة كاثوليكية كانت تمد له يد العون في منقاة الطويل الأمد -إن روح التعاطف التي تملكته بصفة عامة، جنحة به إلى الرغبة في التخفيف بعض الشيء من القوانين التي صدرت في إنجلترا ضد الكاثوليك، وهي في تقدير "هللام" قوانين "صارمة غاية الصرامة، بل هي في بعض الأحيان، دموية أو متعطشة للدم (٣٧). ولم