(١٦٦٠ - ١٦٧٣)، بذل أقصى الجهد في التغلب على سوء النظام والفساد في البحرية، نتيجة لضآلة الأجور والمؤن التي تصرف لرجال البحر وتدريبهم الهزيل، وأبدى مهارة وشجاعة في اشتباكاته مع الهولنديين. ونهض بمهام الإدارة في مقدرة وإخلاص. ولم تشب أية شائبة قط إخلاصه العميق لأخيه الملك، بل أنتظر صابراً طيلة ربع قرن من الزمان قبل أن يخلفه على العرش. وكان صريحاً مخلصاً يسهل الوصول إليه، ولكنه كان شديد التكلف بمكانته وسلطانه إلى حد لم يكن معه شعبياً، وكان صديقاً يقيم على الود، وعدواً عنيداً لا يغتفر الإساءة. وكان ذا جلد على العمل الشاق ولكنه لم يكن متوقد الذكاء. وكان يأنبى النصح والمشورة أيما إباء.
وكان يحتل المركز الثاني في البلاط، جورج فليبر دوق بكنجهام الثاني. وكان ابن محظية جيمس الأول التي لقيت حتفها، ومن ثم قاتل إلى جانب شارل الأول في الحرب الأهلية، ومع شارل الثاني في وورسستر، وعينه الملك الذي أسترد العرش عضوا في مجلسه الخاص وكان بارعاً ذكياً أنيساً كريماً، ولذلك سيطر في البلاط بسحره وفتنته لبعض الوقت، وكتب "ملهاة" رائعة. "التجربة"، وتلهى بالكيمياء القديمة والعزف على القيثارة إلى حد ما. ولكن وجهه وثراءه جلب عليه الدمار. أنه تنقل من امرأة إلى أخرى، وانغمس في عبث مخز شائن. وبدد ضيعته الهائلة. وكان يتوق إلى الظفر بكونتيس شروزبري، فتحدى زوجها لمبارزته، وتنكرت هي في زي خادم، وأمسكت بجواد بكنجهام أثناء المبارزة، وصرع بكنجهام الكونت، وعانقت الأرملة السعيدة الدوق المنتصر الذي كان لا يزال مضجراً بدم زوجها، وعادا ظافرين إلى قصر الفريسة (١٠٥). وعزل بكنجهام عن منصبه (١٦٧٤)، وانصرف إلى اللهو والعبث، ومات فقيراً معدماً يجلله الخزي والعار.
وكان ينافس بكنجهام في المكانة والذكاء والقصف والعربدة والانحلال