للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الاستزادة من الكتابة (١٦٦٤ - ١٦٧٨)، ولكن لم يعد في جعبته سهام، ولم تسعفه القوافي. وحل النزاع بين البروتستانت والكاثوليك محل النزاع بين الملكيين والبيوريتانيين. ونسي القوم بتلر، وقضى نحبه مغموراً معدماً (١٦٨٠). وبعد أربعين عاماً أقيمت له لوحة تذكارية في كنيسة وستمنستر، تحمل هذه العبارة "طلب الخبز فمنح حجراً (٤٥) ".

وخير من هذا الشعر الهزلي المعتل الوزن الذي يتصيد القوافي، نثر كلارندون الفخم في كتابه "تاريخ الثورة" الذي ظهر في ١٧٠٢ على الرغم من أنه كتب في ١٦٤٦ - ١٧٦٤ - وشهد الناس في عهد الملكة آن مقدار العناية التي بذلت في تأليف هذه المجلدات الثمانية، وروعة أسلوبها، وكيف كان تصوير الشخصيات أخاذاً، وكيف كانت روح قاضي القضاة الذي ضرب قديماً، عالية. وبالمثل لعب جلبرت بيرنت دوراً ليس بهزيل في كتابه "تاريخ زمانه" الذي لم ينشر، بأمر منه، إلا بعد وفاته ١٧٢٤. أما كتابه "تاريخ إصلاح كنيسة إنجلترا" (١٦٧٩، ١٦٨١، ١٧١٥) فكان عملاً أضخم، وكان ثمرة بحث طويل، وظهر في وقت كانت فيه إنجلترا البروتستانتية تخشى إحياء الكاثوليكية. وقدم له مجلسا البرلمان كلاهما الشكر عليه. ووجد فيه الأعداء والمحررون ألفاً من الأخطاء. ولكنه لا يزال يحظى بمن يشايعه وينتصر له، وفي بعض الأحيان يكون موضع ذم وطعن. ولكنه يظل أعظم مرجع في موضوعه، وحاول بيرنت أن يوسع دائرة التسامح الديني، فكسب عداء السوق.

وسعى ثلاثة رجال آخرين إلى تكبير الحاضر بأن يضيفوا إليه صوراً من الماضي. وطاف توماس فولر Faller بأرجاء الأرض الحبيبة متنقلاً من بلد إلى بلد، حيث جمع كتابه "تاريخ مشاهير الرجال في إنجلترا (١٦٦٢)، وأحيا أبطاله الأموات بما روي عنهم من فذلكات وحكايات ودعاية وذكاء، وبما كتب على شواهد قبورهم. وقص أنتوني وود تاريخ أكسفورد، وجمع ثبتاً حوى سير حياة خريجيها، والمؤلفات القيمة