اتفقت مع قواده على أن الاستسلام خير من الانتحار الجماعي وواجهت غضب بطرس إذ حملت إليه خطاباً طلبت إليه التوقيع عليه، يطلب فيه إلى الصدر الأعظم شروط الصلح. ووقع بطرس يائساً. وجمعت كاترين كل مجوهراتها، واقترضت مالاً من الضباط، وبعثت بطرس شافيروف نائب المستشار، مسلحاً بـ ٢٣٠. ٠٠٠ روبل، ليفاوض الوزير في شروط الصلح. وأخذ الوزير الروبلات والمجوهرات، وسمح لبطرس بأن يسحب جيشه وعتاده دون عائق، شريطة أن يسلم آزوف، ويجرد القلاع والسفن الروسية هناك من سلاحها ويسمح لشارل بالعودة إلى السويد في أمان، وألا يتدخل بعدها في شئون بولندة. ولم يتردد بطرس في بذل هذه الوعود (أول أغسطس ١٧١١) وانصرف بجنوده. وأقبل شارل مستعداً لخوض المعركة، ولكنه استشاط غضباً حين وجد الصلح أمامه. فحمل السلطان على طرد الوزير المسالم وواصل جهوده لاستئناف الحرب، ولكن شافيروف، الذي حمل معه ٨٤. ٩٠٠ دوكاتية، أقنع الوزير الجديد بتثبيت معاهدة بروت.
وأعيت السلطان هذا العقد، فطلب إلى شارل أن يرحل عن تركيا، ولكنه أبى. فأرسل السلطان قوة تركية عدتها اثنا عشر ألف رجل لإجلائه، واستطاع شارل بأربعين رجلاً أن يصمد لهم ثماني ساعات، قتل خلالها عشرة أتراك بشخصه، وأخيراً قهره اثنا عشر أنكشارياً (أول فبراير ١٧١٣). فنقل إلى ديموتيكا قرب أدرنه، ولكن سمح له بأن يمكث فيها عشرين شهراً بينما كان وزير جديد يفكر في مقاتلة روسيا. فلما تضاءل هذا الأمل وافق شارل على العودة للسويد. فزود بالحرس العسكريين والهاديا والأموال. وغادر ديموتيكا (٢٠ سبتمبر ١٧١٤)، واخترق الأفلاق وترانسلفانيا والنمسا، وفي منتصف ليلة ١١ نوفمبر وصل إلى بومرانيا وثغرها وحصنها ستر السوند، على ساحل البلطيق جنوب السويد مباشرة. وكانت هي وفيسمار إلى الغرب آخر القلاع السويدية على أرض القارة.
وكان إصرار شارل قبيل ذلك على حكم السويد من تركيا، ورفضه بذل أي تنازلات لبطرس، قد جرا الخراب على الإمبراطورية