الاعترافات. وقضت المحكمة العليا بأنه مذنب بالخيانة وحكمت عليه بالإعدام. والتمس ألكسيس السماح له بمعانقة خليلته قبل إعدامه، ولا علم لنا هل أجيب إلى طلبه. ولم يوقع بطرس على الحكم. ثم أعيد استجواب ألكسيس مرتين (٢٥ و٢٦ يونيو) وهو يعذب، وفي المرة الثانية بحضور القيصر والحاشية، وقال ليفور فيما بعد "أكدوا لي أن أباه جلده الجلدات الأولى بنفسه، وإن كنت غير واثق من صدق هذا القول (٣٧) ". في ذلك المساء مات ألكسيس في سجنه، والظاهر أن موته كان من آثار تعذيبه. وزعمت رواية أن كاترين أمرت الأطباء بأن يقطعوا أوردته، ولا نستطيع الحكم على هذا العمل، أهو من أعمال الرأفة به أم الطمع في سبيل مصلحة ولدها. أما أفروسينيا فنالت نصيباً من ثروة ألكسيس، وتزوجت ضابطاً في الحرس، وعاشت حياة مريحة ثلاثين سنة أخرى في سانت بطرسبورج.
وكان بطرس يأمل أن يربي ابنه من كاترين ليخلفه، ولكن الصبي مات في ١٧١٩. وأنجبت كاترين ولدين آخرين، بطرس وبولس، ولكنهما ماتا قبل القيصر. وعزى نفسه بالألقاب الفخمة التي خلعت عليه بعد صلحه مع السويد. وفي ذلك العام، (١٧٢١)، خلع مجلس الشيوخ والمجمع المقدس لقب الإمبراطورة على كاترين. وبعد أن أمهل بطرس روسيا سنة سلامها الوحيدة منذ بداية حكمه النشيط، وجه قواته شطر فارس. وكان يرجو أن يستخلص طريق قوافل إلى وسط آسيا، وأخيراً إلى الهند، ويسيطر عليه، وأخبره مبلغوه أن في الإمكان العثور على الذهب في الطريق، وكان سباقاً إلى توقع الإمكانات الصناعية لزيت القوقاز والشرق الأوسط (٣٨). وفي ١٧٢٢ جرد أسطولاً على قزوين لمهاجمة فارس، فاستولى على باكو وبعض سواحل قزوين الفارسية، غير أن العواصف دمرت معظم سفنه، وأتى المرض على جزء من جيشه، وعاد بطرس من حملة ١٧٢٤ مرهقاً، متشائماً، مشرفاً على الموت.
ذلك أنه كان يشكو مرض الزهري سنوات طويلة (٣٩)، ويعاني من العقاقير التي تعاطاها للعلاج منه. وزاد إدمانه السكر الطين بلة، واجتمعت عليه انفعالات الحرب، والثورة، وحركات التمرد، وعنف