بمساعدته على التخلص من أعدائه بالسم، وفي ١٥٨٦ أصبح كبير أطباء الملكة. وقد عالج فيمن عالج ايرل اسكس الثاني، ولكنه أثار عداءه لأنه أفشي سر علله. وحوالي ١٥٩٠ انضم إلى فرانسس والسنجهام في دسائس مع بلاط أسبانيا ضد دوم أنطونيو، المطالب بعرش البرتغال، وتلقى خاتماً من الماس قدره يومها بمائة جنيه، من عملاء فيليب الثاني فيما يبدو. وفي ١٥٩٣ قبض على اسطفان داجاما في بيت لوبيز بتهمة التآمر على أنطونيو، وقبض على آخرين، واتهمت بعض الاعترافات لوبيز بالاشتراك في مؤامرة ضد إليزابث. وتزعم اتهام الطبيب اسكس، الذي كان يؤيد أنطونيو، فلما وضع لوبيز على دولاب التعذيب، اعترف بأنه تلقى وتكتم عرضاً بخمسين ألف دوكاتية ليدس السم للملكة، ولكنه زعم أنه لم يقصد إلا لسلب مال ملك أسبانيا. فشنق هو واثنان آخران وأفرغت أحشاؤهم وقطعوا أرباعاً. وقد أعلن وهو يلفظ أنفاسه أنه يحب الملكة ويحب المسيح، وهو ما أثار احتقار المتفرجين (٢٩). وأخرج شكسبير، الميال إلى اسكس، "تاجر البندقية" بعد هذا الإعدام بشهرين، ولا بد أن كثيراً من المستمعين للمسرحية لاحظوا أن اسم الضحية التي أراد شيلوك البطش بها كان أنطونيو.
وقد خفف انتشار الكتاب المقدس، الذي عجلت به ترجمة الملك جيمس، من حدة العداء لليهود لأنها وثقت معرفة إنجلترا بالعهد القديم. وتغلغلت أفكار العبرانيين القدماء ومشاعرهم في فكر البيورتان وعباراتهم. وبدت لهم حروب اليهود صورة سابقة لحروبهم مع تشارلز الأول، وكان يهوه رب الجنود-على نحو ما-أنسب لحاجاتهم من ملك السلام الذي جاء وصفه في العهد الجديد. ورسم الكثير من الكتائب البيورتانية أسد يهوذا على راياتهم، وسار أعوان كرومويل "ذوو الجوانب الحديدية" إلى المعركة وهو يتغنون بأغاني كتابية. وإذ أقبل البيورتان أدب التوراة الرائع على أنه كلمة الله بحذافيرها، فإنهم أحسوا بأنهم مضطرون إلى الاعتراف باليهود مختارين من الله ليكونوا المتسلمين المباشرين لوحيه، وأخبر واعظ منهم شعب كنيسته أن اليهود ينبغي أن يظلوا مكرمين باعتبارهم مختاري الله، وسمي بعض جماعة "المسوين" أنفسهم يهوداً (٣٠). وشعر كثير من البيورتان أن تأكيد المسيح الصريح لناموس موسى يرجح رفض بولس إياه، وحملوا جميع