منه. وقد ورد في العدد السابع من صحيفة "سبكتاتور" وصف للانقلاب الذي يحدثه في أسرة بريطانية قليل من الملح يتناثر، أو سكين وشوكة توضعان متقاطعتين على صحن، أو ثلاثة عشر شخاً يجمعون في حجرة أو جماعة (ويلاحظ عدم وجود طابق ثالث عشر في بعض فنادق القرن العشرين). وفي فرنسا أصبح جاك ايمير بطل زمانه (١٦٩٢) لأنه كان يستطيع (في اعتقاد الكثيرين) بشد أملود بندق يمسكه بيده أن يكتشف قرب مجرم منه (٣).
وفي ألمانيا كانوا يستعملون عصا سحرية لوقف النزف وشفاء الجروح وجبر العظام (٤). وفي السويد اتهم شتيرنهيلم بالسحر حين أحرق لحية فلاح بمرآة مكبرة، ولم ينقذ صاحب التجربة من الموت غير تدخل الملكة كرستينا (٥).
كان المتشككون في السحر يتزايد عددهم، ولكن الراجح أن المؤمنين به كانوا أكثر منهم بكثير. وكانت حاشية تشارلز الثاني لا تأبه كثيراً بأي عفاريت قد تفسد عليهم لهوهم، ولكن "الكثرة الساحقة" وأبرز المؤلفين بين رجال الدين والإنجليز، كانوا لا يزالون يؤمنون بأن البشر يستطيعون أن يتحالفوا مع الشيطان فينالوا بهذا التحالف قوي خارقة (٦). وقد ذهب جوزف جلانفيل، وهو قس أنجليكاني راجح العقل قوي الأسلوب، في كتابه "خواطر فلسفية حول الساحرات والسحر"(١٦٦٦) إلى أنه من العجب العجاب أن "رجالاً فيهم ذكاء وحذق في غير هذا الأمر، يتوهمون أنه ليس هناك شيء اسمه ساحرة أو شبح" ونبه قراءة إلى أن شكوكاً من هذا النوع تفضي إلى الإلحاد. كذلك رمى قسيس مشهور آخر اسمه رالف كدورث في كتابه "نظام الكون الفكري الصحيح"(١٦٧٩) بالكفر كل من ينكر وجود الساحرات (٧). وقد دافع أفلاطوني كمبردج، هنري مور، في كتابه "ترياق الإلحاد"(١٦٦٨؟) دفاعاً حاراً عن قصة "ساحرة" تزوجت الشيطان ثلاثين عاماً، ورآه تجديفاً كبيراً أن يتشكك متشكك في قدرة الساحرات على إثارة العواصف بالتعزيم، أو ركوب الهواء على مكنسة (٨).