قوتها (٣٩). واختتم بهذه العبارة "إن هذا النظام البديع، نظام الشمس، والكواكب، والمذنبات، لا يمكن أن ينبعث إلا من مشورة كائن ذكي قوي ومن رحابه (٤٠) ". وأخيراً تحرك صوب الفلسفة يمكن أن تفسر بمعنى حيوي، أو تفسر بمعنى ميكانيكي قال:
"وقد نضيف الآن شيئاً يتصل بروح غاية في الدقة، روح تنتشر وتختفي في جميع الأجسام الكبيرة، وبقوتها وفعلها تتجاذب جزيئات الأجسام في المسافات القريبة، وتتماسك إذا تجاوزت، وتعمل الأجسام الكهربية إلى أبعاد أعظم، فتصد وتجذب الجزيئات المجاورة، ويرسل الضوء، ويعكس، ويكسر، ويثني، ويسخن الأجسام، وكل إحساس يثار، وتتحرك أعضاء الأجسام الحيوانية بأمر الإرادة، أعني بتموجات هذه الروح، مبثوثة بالتبادل على خيوط الأعصاب المتينة، من أعصاب الحس الخارجة إلى المخ، ومن المخ إلى العضلات. على أن هذه أشياء لا يمكن تفسيرها في بضع كلمات، ثم أننا لم نزود بما يكفي من التجارب التي يتطلبها التقرير والإيضاح الدقيقان للقوانين التي تعمل وفقاً لها هذه الروح الكهربية المرنة (٤١) ".
ترى ماذا كان إيمانه الديني الحقيقي؟ لقد تطلبت أستاذيته في كمبردج الولاء للكنيسة الرسمية، وكان يختلف بانتظام إلى الخدمات الكنسية الأنجليكانية. أما صلواته الخاصة فيقول فيها سكرتيره "لا أستطيع أن أقول عنها شيئاً، وأميل إلى الاعتقاد بأن دراساته المفرطة حرمته من النصيب الأفضل (٤٢) ". ومع ذلك فقد درس الكتاب المقدس بنفس الغيرة التي درس بها الكون. وقد أثنى عليه رئيس أساقفة بقوله "إنك تعرف من اللاهوت أكثر مما نعرف كلنا مجتمعين (٤٣) " وقال لوك عن معرفته بالأسفار المقدسة "لست أعرف من أمثاله إلا القليلين (٤٤) " وقد خلف كتابات لاهوتية يفوق حجمها كل مؤلفاته العلمية.
وقادته دراساته إلى نتائج أشبه بالأريوسية، وهي قريبة الشبه بنتائج ملتن، ومجملها أن المسيح وإن كان ابن الله إلا أنه ليس مساوياً لله الآب في الزمن أو القوة (٤٥). وفيما عدا ذلك كان نيوتن، أو أصبح، مستقيم العقيدة تماماً. ويبدو أنه آمن بكل كلمة من كلمات