تقريباً. ووصف فولتير هذه الفظائع حيث استيقظ فيه ضمير "الرجل الأوربي الطيب":
كنا في قلب الشتاء. وما كان ينبغي للقواد الفرنسيين إلا أن يمتثلوا وبناء على ذلك أعلنوا لمواطني هذه المدن المزدهرة المنظمة أحس نظام، ولسكان القرى، ولأصحاب أكثر من خمسين قصراً، أن عليهم أن يغادروا مساكنهم التي سيعملون فيها النار والسيف، فأسرع الرجال والنساء والشيوخ والأطفال إلى الرحيل. وهام بعضهم على وجوههم في الريف، والتمس بعضهم مأوى في الأراضي المجاورة، على حين نهب الجنود المنطقة وأحرقوها، وبدءوا بمدينتي هيدلبرج ومانهيم، ومقار الناخبين، ودمرت قصورهم وبيوت المواطنين العاديين على السواء. وللمرة الثانية اجتاحت جيوش لويس الرابع عشر هذه البلاد الجميلة وخربتها, ولكن السنة النيران في المدينتين والعشرين قرية التي أحرقها تورين عندما اجتاح البالاتينات ١٦٧٤، كانت شيئاً لا يذكر أو شرراً بسيطاً إلى جانب الحرائق في هذه المرة (٢٤).
وتعالت الصيحات تطالب بالانتقام من ملك فرنسا في كل أنحاء ألمانيا والأراضي الوطيئة وإنجلترا ووصم الكتاب الألمان الجنود الفرنسيين بأنهم متوحشون (هون) مجردون من أية مشاعر إنسانية. ونعتوا لويس بأنه مسخ كافر مجدف همجي بالغ الهمجية. وعير المؤرخون الألمان الشعب الفرنسي بأنه تلقى حضارته من الفرنجة (أي الألمان) وأنه نقل جامعاته عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة (أي الألمان كذلك)(٢٥). وكان بيير جوريرو، أحد المنفيين في هولندا قد نشر هناك لفوره نقداً ساخراً عنيفاً تحت عنوان "منظر فرنسا المستعبدة"، ودمغ فيه لويس بأنه طاغية شديد التعصب، وأهاب بالشعب الفرنسي أن يطيح به، ويشكل ملكية دستورية. وردت الصحافة الفرنسية بتوجيه النداء إلى المواطنين ليقذفوا بهذه الشتائم فيوجه العدو، ويهبوا إلى إنقاذ مليكهم الشجاع المحبوب المحاصر. وفي ١٢ مايو ١٦٨٩ انضمت إنجلترا إلى الإمبراطورية وأسبانيا والمقاطعات