للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العدوان على حرمة البيوت لم يجرؤ عليه أحد قط حتى لويس الرابع عشر. يقول سان-سيمون "لقد أخفى الكثيرون أموالهم في تكتم شديد حتى أنهم-بعد أن ماتوا دون الإفضاء بمكمن كنوزهم الصغيرة-ظلت هذه مدفونة وضاعت على ورثتهم (٢٧) ".

فلما واصل سعر الأسهم هبوطه حاول لو أن يدعمه بعرضه ٩. ٠٠٠ جنيه (بأوراق النقد) ثمناً للسهم، ولكن الزيادة المطردة في أوراق النقد خفضت من قيمتها ورفعت من سعر البضائع. فلم يحل مايو ١٧٢٠ حتى كانت الأسعار قد ارتفعت مائة في المائة، والأجور خمسة وسبعين في المائة بالمقارنة بسنة ١٧١٦، وفي يوليو كان زوج الجوارب الحريرية الطويلة يباع بأربعين جنيهاً. وبدأ الذعر من التضخم، فاندفع الناس إلى تغيير أوراق النقد وشهادات الأسهم والبضائع، فجمع دوق دلافورس المقادير الكبيرة من الشموع، وكدس المريشال ديستري كميات ضخمة من البن والكاكاو. ولكي يحد لو من هذا الهروب من النقود إلى السلع، أعلن (٢١ مايو) تخفيض ٥٠% في القيمة الرسمية لأوراق النقد وأسهم الشركة. وكان هذا خطأً كبيراً-ربما كان السبب فيه ضغط الوصي المرتاع على لو، وكان هو ذاته يشعر بالضغط عليه من خصوم لو من النبلاء والكهنة (٢٨)، وحاول فيليب تخفيف الأزمة برد كل أسهمه في الشركة إلى المصرف (٢٩).

ومع ذلك استمرت موجة البيع. ففي يوليو اضطر المصرف إلى وقف الدفع على أية ورقة نقدية تزيد على عشرة فرنكات وحاصر حملة الأوراق المصرف. وطالبوا في صخب وضجيج برد قيمة أوراقهم ذهباً أو فضة. وفي باريس اشتد تزاحم القوم حتى ديست عشر نساء تحت الأقدام وسط الفوضى، وحملت بعد ذلك ثلاث من جثثهن في موكب غاضب تحت نوافذ الوصي. واعتبر الشعب لو مسئولاً عن جميع الصعوبات مع أن مضاربتهم المجنونة هي التي سببت انهيار "النظام". وحاول بعضهم القبض عليه وقتله، فلما فشلت المحاولات هشمت مركبته تهشيماً في فناء الباليه-رويال-وأعربت حوادث الشغب المتكررة عن شعور الشعب بأنه كان ضحية الخدع المالية، وبأن الطبقات العليا كسبت على حساب جمهرة الأمة. وشارك البرلمان في الحملات