و٥٤٩ مدرسة كاثوليكية. وبعد ١٧٥٣ خفف الإنجليز من غلوائهم وتحسنت حال الكاثوليك في إيرلندة.
وتضافر اضطراب الحياة الدينية، وفقر الشعب، واليأس من التقدم الاجتماعي، ليهبط كل أولئك بمعنويات الحياة الإيرلندية. فهاجر إلى فرنسا أو أسبانيا أو أمريكا أكثر الكاثوليك كفاية وجرأة، ممن كانوا قادرين على النهوض بمستوى الكفاية والذكاء والأخلاق الإيرلندية. وانحدر الكثير من الإيرلنديين إلى درك التسول أو الجريمة اتقاء الموت جوعاً. واختبأت عصابات اللصوص في الريف، واتخذ المهربون ولصوص السفن الغارقة من السواحل ممكناً، واحتفظ ببعض أصحاب الملكيات "ببلطجية" وصل عددهم أحياناً إلى الثمانين لتنفيذ أوامرهم، ضاربين بالقانون عرض الحائط. وذبحت العصابات الجوابة آلاف الماشية والأغنام، انتقاماً كاثوليكياً-على ما يبدو-من الملاك البروتستنت. وكان عسيراً على شعب أن يحترم القوانين التي يصدرها برلمان إيرلندي طالما تحدث عن الكاثوليك-وهم ثلاثة أرباع السكان-بوصفهم "العدو المشترك".
على أن الحياة الإيرلندية لم تخل من عناصر أكثر إشراقاً. فقد بقي للشعب مزاجه البشوش، الهادئ، الضحوك، خلال شدائده كلها، وأحاطت خرافاته وأساطيره حياته بالسحر والشعر دون أن تفضي به إلى عنف كذلك الذي اتسمت به اضطهادات السحرة والساحرات في إسكتلندة وألمانيا. وكان بين الأكليروس الأنجليكاني في إيرلندة علماء أفذاذ (كالأسقف آشر، أسقف أرما)، وفيلسوف نابه (هو جورج باركلي أسقف كلوين)، وأعظم كتاب الإنجليزية قاطبة في الربع الأول من القرن الثامن عشر، وهو جوناثان سويفت، ناظر كاتدرائية القديس باتريك. وجاهدت جمعية دبلن المؤسسة في ١٧٣١ لتحسن التكنولوجيا في الزراعة والصناعة، وتحفز الاختراع، وتشجع الفن. وكان هناك أمثلة كثيرة لأفراد من البروتستنت مدوا يد المعونة للكاثوليك الفقراء، وقضاة لانوا في تطبيق اللوائح الوحشية التي تضمنها قانون العقوبات.