للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان اللاهوت والثورة يجريان في عروق آباء وسلي. فجده الأكبر برتلميو وستلي طرد من وظائف القسوسية في دورست لأنه واصل العبادة المنشقة بعد أن رُدّ الاحتكار الكنسي في إنجلترا للكنيسة الأنجليكانية. وأصبح جد جون، جون وستلي، قسيساً في دوريست، وسجن لرفضه أن يستعمل كتاب الصلاة العامة، وطرد من القسوسية، وأصبح راعياً منشقاً في بول. وأسقط والد جون، واسمه صموئيل وسلي، حرف التاء من اسمه، وشق طريقه إلى أكسفورد، وهجر المنشقين، ورسم قسيساً أنجليكانياً، وتزوج سوزانا آنزلي (وكانت بنت واعظ) وأصبح قسيس ايبورث في لنكولنشير، ومات من أبنائه التسعة عشرة ثمانية في طفولتهم-وفي هذا بيان لشقاء النساء، وفحولة القساوسة المستهترة، ونوعية الطب في إنجلترا القرن الثامن عشر. وكان الأب مؤدّباً صارماً في البيت وعلى المنبر، نشّأ أبناءه على الخوف من إله منتقم، وأدان إحدى رعايا أبرشيته بالزنا، وأجبرها على السير في الشارع في مسوح التوبة (٤٥). وكانت زوجته ضريباً له في الصرامة والتقوى. فلما بلغ ابنها الأشهر التاسعة والعشرين شرحت له فلسفتها في التربية الخلقية فقالت:

"إنني أصر على قهر إرادة الأطفال في وقت مبكر، لأن هذا هو الأساس القوي والمعقول الوحيد للتربية الدينية، الذي بدونه لا يكون للتعاليم ولا للقدوى جدوى. ولكن متى قهرت هذه الإرادة قهراً تاماً أصبح في الإمكان أن يحكم الطفل بعقل أبويه وتقواهما، إلى أن يبلغ فهمه درجة النضج … فإذا بلغ الطفل عاماً كانوا (أي أطفالها) يعلمون أن يخافوا العصا ويبكوا بصوت خافت، وبهذه الطريقة وفروا على أنفسهم الكثير من العقاب الذي كان يصيبهم إن لم يفعلوا (٤٦) ".

وأصبح أكبر أبنائها، صموئيل وسلي الثاني، شاعراً وعالماً وقسيساً أنجليكانياً أنكر على أخويه مذهبهما المثودي. وكان الطفل الثامن عشر هو تشارلز وسلي، الذي دعم مواعظ أخيه جون دعماً قوياً بترانيم بلغ