صدق (١٠٩)". وأقام عليه الأميرال دعوى القذف، فكابد سمولت الكافي لالتقى بها في لمباردية، "مسرح تلك الغراميات المشهورة بين الأميرة الجنية وقزمها (١٢٨)". فلما علك أنها عائدة إلى أرض الوطن هزه الطرب حتى كاد ينتش: "أكتب وكأنني ثمل، فاللذة التي أجدها في التفكير في عودتك تطريني فوق حدود التعقل واللياقة … تعالي بالله، تعالي يا ليدي ماري، تعالي سريعاً! (١٢٩)".
وأخفقت بعثة ورتلي، ودعي للعودة إلى لندن. ونحن نقرأ عينة من أسفار القرن الثامن عشر في رحيلهم من الآستانة في ٥ يونيو ١٧١٨ ووصولهم إلى لندن في ١٢ أكتوبر. هناك عاودت الليدي ماري حياتها في البلاط ومع الأدباء والظرفاء، ولكن بوب الذي كان الآن عاكفاً على ترجمة هومر، كان مشغولاً في ستانتون هاركورت. على أنه انتقل في مارس ١٧١٩ إلى تويكنهام، وفي يونيو وجد ورتلي والليدي ماري بمعونته بيتاً هناك أيضاً باعه لهما السر جودفري نللر. وعقب ذلك دفع بوب لنللر عشرين جنيهاً ليرسم لها صورتها (١٣٠). وقد أجاد نللر رسمها مع أنه كان في الرابعة والسبعين. فاليدان رائعتان، والوجه يكاد يكون شرقياً كلباس الرأي التركي، والشفتان ممتلئتان امتلاءً شهوانياً، والعينان نجلاوان سوداوان لا تزالان تخلبان الألباب-وقد أشاد بهما جاي في أبيات في هذه الفترة. وعلق بوب اللوحة في حجرة نومه، وخلدها في قصيدة بعث بها إليها:
"البسمات اللعوب حول الفم المغمّز،
وسيماء الجلال والصدق السعيدة،
ونظير هذا من تألق في الذهن الرفيع
حيث اجتمعت كل المفاتن والفضائل،
علم في تواضع، وحكمة في اعتدال،
عظمة في غير تكلف، وذكاء في غير ادعاء (١٣١) ".
في ذلك العام بلغ نجمها أوجه، وبدأت الكوارث التي ابتليت بها. ذلك أن زائراً فرنسياً يدعى توسان ريمون أودع عندها ألفين من الجنيهات لتستثمرها على الوجه الذي تستصوبه. فاشترت بها أسهماً