ليدخلوا. يقول مينويرنج "لقد رد العديد من السادة الذي عرضوا دفع أربعين شلناً ثمناً لكرسي من المقاعد الرخيصة (٤٨) ". ونافس الجمهور الإنجليزي في تصفيقهم وهتافهم البنادقة الذين صفقوا وهتفوا لأوبرا "أجربيينا" قبل ذلك بأحد عشر عاماً. وهكذا غدا هندل مرة أخرى بطل لندن.
ولكن البطولة شاب تمامها نقصان. ذلك أن جماعة منافسة من عشاق الموسيقى، يتزعمهم إيرل بيرلنتن الراعي الأسبق لهندل، فضلوا عليه جوفاني باتيستا بونونتشيني. فأقنعوا الأكاديمية الملكية للموسيقى بأن تفتتح موسمها الثاني بأوبرا بونونتشيني "آستارتو"(١٩ نوفمبر ١٧٢٠)، وضمنوا لدور البطل فيها مغنياً سوبرانو كان الآن معبوداً للجماهير أكثر من نيكوليني. وكان لـ "سنسينو" هذا "فرانتيشسكو برناردي)، الكريه الطباع، الساحر الصوت، الفضل في انتصار أوبرا آستارتو والوصول بعروضها إلى العشرة. أما المعجبون ببونونتشيني فقد أشادوا به موسيقياً أعظم من هندل. ولم يكن أحد هذين المؤلفين مسئولاً عن الحرب التي قسمت الآن جمهوراً الأوبرا اللندني إلى فريقين متخاصمين، ولكن لندن كانت في ذلك العام، عام انفجار فقاعة بحر الجنوب، عصبية كباريس. أما الملك والأحرار ففضلوا هندل، وأما ولي العهد والمحافظون فناصروا بونونتشيني، واحتشد الظرفاء وكتاب الكراريس لدخول المعركة .. وبدا أن بونونتشيني قد أثبت تفوقه بأوبرا جديدة سماها "كريسبو" (يناير ١٧٢٢) وفقت توفيقاً حمل الأكاديمية على أن تتبعها بنصر آخر لبونونتشيني هي "جريزلدا". فلما مات ملبره العظيم (في يونيو) اختير بونونتشيني، لا هندل، ليؤلف النشيد الجنائزي، ونفحت ابنة الدوق هذا الإيطالي معاشاً سنوياً قدره خمسمائة جنيه. لقد كان ذلك العام عام بونونتشيني.
ورد هندل بأوبرا "أوتوني" ومغنية سوبرانو جديدة أغراها من إيطاليا بضمان لم يسبق له نظير مقداره ألفا جنيه. وكانت هذه المغنية، واسمها فرانتشسكا كوتزوني، كما رآها هوراس ولبول، "قصيرة سمينة، لها وجه عجيني القوام نزق، وبشرة ناعمة رقيقة،