للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأصدقائه تميزت بقدر من الحساسية المقرونة بالحذر والخجل ومراعاة شعورهم وحقوقهم.

وكان له ذهن سليم، كان من الممكن أن يتفوق لو أن الأخلاق ساندته ودعمته. وأدهش الجميع بقوة ذاكرته وسرعة بديهيته. وكان بطبيعته يؤثر الألعاب على الدرس. ولكنه استوعب بعض التعليم الصحيح في اللاتينية والرياضيات والتاريخ وعلم النبات والفنون العسكرية. وشب فارع الطول نحيل القوام، ولكن عريض المنكبين، مع بشرة جميلة وشعر ذهبي متجعد. وقال عنه ماريشال دي ريشيليو أنه "أكثر الصبية وسامة وملاحة في مملكته" (٩٢) يحتفظ متحف فرساي بصورة رسمها له فانلر، وهو في الثالثة عشرة بالسيف والدرع، مما يكاد يتلاءم مع الوجه الصبياني. وقارنه رينيه لوس دي آرجنسون بإله الحب عند اليونان "ايروس" (كيوبيد عند الرومان). ووقعت النساء في غرامه لأول نظرة. وحين مرض في ١٧٢٢ صلت كل فرنسا من أجله، وعندما أبل من مرضه بكت كل فرنسا فرحاً وابتهاجاً. إن هذا الشعب الذي كثيراً ما عانى وقاسى من ملوكه طرب وابتهج لما رواده من أمل في أن الشاب سرعان ما يتزوج وينجب ابناً يحفظ العرش في الأسرة الكريمة العريقة.

والحق إنه كان قد خطب (١٧٢١) وهو في سن الحادية عشرة، ماريا آنا فكتوريا، وعمرها عامان، ابنة فيليب الخامس ملك أسبانيا. وكانت قد انتقلت إلى باريس، وكانت الآن تنتظر أن تبلغ سن الزواج. ولكن مدام دي بري رأت أنها قد تستطيع الاحتفاظ بنفوذها المتزايد بفسخ هذا القران المرتقب، وتزويج لويس من ماري لزكزنسكي ابنة ملك بولندة المخلوع. وشرعت في تنفيذ خطتها، وأعيدت الأميرة إلى أسبانيا (١٧٢٥) وتلك إهانة لم يغتفرها البلاط الأسباني قط. وكان ستانسلاس في مأواه في ويزمبرج في الألزاس حين تلقى طلب ملك فرنسا يد أبنته، فدخل إلى الحجرة الني كانت أبنته وأمها تعملان فيها وقال "فلنسجد شكراً لله". فتعجبت ماري فرحة مبتهجة وقالت "أبي العزيز، هل دعيت ثانية لارتقاء