وأصبحت "ملكة الروكوكو"(١١٨). (فن الزخرفة المعقدة). وكان قدر كبير من إسرافها في النفقة يرجع إلى الرعاية التي أسبغتها على الرسامين والمثالين والنقاشين على الخشب والمعادن ونجاري الأثاث الفاخر والمعماريين. وأغدقت على بوشية وأودري ولاتور ومائة غيرهم من الفنانين. وأوحت إلى فانلو وشاردان أن يصورا مشاهد الحياة العامة، فأنهت بذلك التكرار المبتذل لموضوعات من تاريخ العصور القديمة والوسطى وأساطيرها، واحتملت في تسامح باسم تذمر لاتور ووقاحته، حين كان يرسم لها صورة. وأطلق اسمها على المراوح وتسريحات الشعر والثياب والأطباق والأرائك والكراسي والأشرطة، وعلى "وردة بمبادور" المصنوعة من الخزف المفضل لديها، وفي هذه الحقبة، لا في عهد لويس الرابع عشر، على الأرجح، بلغ تأثير فرنسا على المدينة الأوربية ذروته.
وربما كانت بمبادور أكثر نساء زمانها ثقافة. وكان لها مكتبة تضم ٣٥٠٠ مجلد منها ٧٣٨ في التاريخ، و٣١٥ في الفلسفة، ومجلدات كثيرة في الفن، وبعض مجلدات في السياسة أو القانون، إلى جانب عدة قصص في الحب. وواضح أنها إلى جانب تسلية الملك ومكافحة أعدائها والمساعدة على حكم فرنسا، كانت تجد فسحة من الوقت لقراءة الكتب القيمة، لأنها هي نفسها كتبت لغة فرنسية رائعة، في رسائل زاخرة بالمادة ساحرة البيان. وكم توسلت إلى حبيبها أن يباري جده في رعايته للأدب، ولكن ورعه وبخله قعدا به عن ذلك. وعندما حاولت أن تخجله وتحرجه بقولها: بأن فردريك الأكبر أجرى على دالمبرت راتباً قدره ألف ومائتا جنيه، أجاب بقوله "هنا أفذاذ أكثر مما في بروسيا. وقد أكون مضطراً إلى إقامة مأدبة عشاء كبيرة لأجمعهم كلهم". وبدأ يعدهم على أصابعه "موبرتيوس، فونتنيل، لاموت، فولتير، فريرون، بيرون، ديتوش، مونتسكيو، كاردينال دي بوليناك". وأضاف من كانوا حوله، "دالمبرت، كليرو، كريبيون الابن، بريفوسث" .. وعندئذ تنهد الملك قائلاً "حسناء معنى هذا أن كل هؤلاء كان يمكن أن يتناولوا الغداء أو العشاء معي طوال خمسة وعشرين عاماً (١١٩) ".