أفلاطونية بريئة تماماً. ولما لم يقتنع الكاهن بهذا، فإنه طلب إليها، أن تغادر البلاط، شرطاً مسبقاً للسماح للملك بتناول الأسرار المقدسة. ومات بيروسو، ولكن خلفه ديمارتس وكان متشدداً مثله. وثبتت بمبادور في مكانها، ولكنها داومت على ورعها الظاهري. ولم تغتفر قط لليسوعيين أنهم لم يأخذوا "تحولها" مأخذ الجد، وربما كان لاستيائها منهم دور صغير في طردهم من فرنسا في ١٧٦٢.
وربما كان قولها الحق في أنه لم يعد لها اتصال جنسي بالملك لويس. وقد أكد دارجنسون أحد أعدائها هذه الحقيقة (١٢٣). وكانت بالفعل قد أفضت إلى بعض خلصائها بأنها تجد مشقة متزايدة في الاستجابة للنيران المتقدة بين جنبيه (١٢٤)، واعترفت بأن عدم تحمسها لمضاجعته ذات مرة أوهن ما اشتد من قوته، وأصابه عجز جنسي وتملكه الغضب (١٢٥). وتناولت "عقاقير الحب"(١٢٦) دون نتيجة تذكر، اللهم إلا الإضرار بصحتها. وأدرك أعداؤها في البلاط هذا الوضع فجددوا مؤامرتهم لاقتلاعها من مركزها. وفي ١٧٥٣ دبر دارجنسون خطة تنفذ بها مدام دي شوازيل رومانت إلى أحضان الملك، ولكنها طالبت بثمن باهظ ظن أنه لا يتكافأ مع تضحيتها وسرعان ما تمكنت بمبادور من طردها. وهنا آن الأوان أن تأوي المحظية الأولى المنهوكة إلى "متنزه الظباء" البغيض.
وفي "متنزه الظباء" في طرف ناء من فرساي جهز مسكن لإقامة شابة أو شابتين مع خدمهما ومرافقيهما حتى يحين الوقت ليستقبلهما لويس في جناحه الخاص، أو يقصد إليهما في مسكنهما متنكراً في زي كونت بولندي عادة. وتناثرت الشائعات بأن هؤلاء البنات كن كثيرات، وأضافت الأساطير أن سن بعضهن لم تزد على تسع سنوات أو عشر. والظاهر أنه لم يكن يوجد منهن في وقت واحد أكثر من اثنتين (١٢٧)، وكان يؤتى بمجموعات منهن على التعاقب، ليتدربن على أن يقدمن للملك "حق السيادة" فإذا حملت إحداهن أعطيت مبلغاً من المال يتراوح بين عشرة آلاف ومائة ألف جنيه، يساعدها على العثور على زوج لها في الأقاليم، وكان الأطفال