في بروكسل. وفي أبريل ١٧٤٤ استأنفا مقامهما في سبري محاولين بعث غرامهما الميت إلى الحياة من جديد.
وفي "رسالة السعادة" كانت المركيزة ترى أن الرغبة في المعرفة هي إحدى الرغبات التي تسهم أكبر إسهام في سعادة الإنسان لأنها تجعلنا أقل اعتماداً بعضنا على بعض ومع ذلك تقول عن الحب: "إنه أعظم الأشياء الطبيعية التي هي في متناول أيدينا، وهي الشيء الوحيد الذي نضحي من أجله بلذة الدرس والتحصيل. والمثل الأعلى في هذا المجال شخصان يفتتن الواحد منهما بالآخر إلى حد لا تفتر معه عواطفهما ولا تصاب بالتخمة أبداً، ولكن لا يمكن لإنسان أن يأمل في مثل هذا التآلف والانسجام بين شخصين، لأن هذا الشيء يفوق حد الكمال. فالقلب الأهل لمثل هذا الحب والنفس الوقية بالمحبة إلى هذا الحد يجوز أن تخلق مرة واحدة كل قرن من الزمان (٦٣).
وفي رسالة مؤثرة لخصت تخيلها عن هذا الأمل:
"قضيت عشرة أعوام سعدت فيها بحب الرجل الذي غزا قلبي. وقضيت هذه الأعوام العشرة في ارتباط وثيق به … وعندما انتقص امتداد العمر والمرض من تعلقه بي لم ألحظ هذا إلا بعد مرور فترة طويلة. إني أحببته لسببين، قضيت حياتي كلها معه واستمتع قلبي الواثق بنشوة الحب، بالإضافة إلى توهمي أنني أيضاً جديرة بالحب، وأفلت من يدي هذا الظرف السعيد (٦٤).
وماذا حول فولتير من الحب والهيام إلى هذا الوفاء المتقطع؟ ويبدو أنه كان صادقاً في التذرع باعتلال صحته. ولكنا سنجده في بحر عام واحد يتأوه ويتنهد كالمعتوه بين يدي امرأة" والحق أنه كان قد استنزف جانباً من حياته واهتمامه-مدام دي شاتيليه والعلم. إن العزلة في سيري ربما أورثت السأم والملل بسرعة ذهناً يافعاً. ولم تكن نعمة وبركة إلا عند ملاحقة الشرطة له، وعندما كان يدعوه العلم إلى التفرغ له، ولكنه كلن آنذاك قد تذوق ثانية ملذات باريس ومباهجها، واستمتع بمشاهدة افتتاح