تسعى جاهدة في شفائنا، وأن نلتزم في الغذاء بنظام دقيق لفترة طويلة إلى حد ما، فنتغذى على السوائل المناسبة والأغذية الخفيفة الأخرى. ورأيته دائماً يلتزم بهذه القاعدة طيلة وجودي معه (٦٦).
وكان بارعاً مثل رجال المصارف في إدارة أمواله واستثمارها. وكان مستورداً وشاعراً ومقاولاً وكاتباً مسرحياً ورأسمالياً وفيلسوفاً ومقرضاً للنقود وصاحب معاش ووارثاً. وساعده صديقه دار جنسون على جمع ثروة من تموين الجيش (٦٧)، وكان قد ورث جزءاً من ثروة أبيه وترك له موت أخيه أرمان (١٧٤٥) دخل بقية أملاك أبيه. وأقرض الدوق ريشيليو ودوق دي فلبار والأمير دي جيز وغيرهم مبالغ كبيرة، ووجد عناء كبيراً في استرداد الديون، ولكنه عوض عنها بالأرباح (٦٨). وفي ١٧٣٥ كان ريشيليو مديناً له بمبلغ ٤٦. ٤١٧ من الجنيهات دفع عنه الدوق أرباحاً سنوية قدرها ٤٠٠٠ (٦٩) جنيه "وفي حالة مسيو دي بريزي غير الموثوق به كان فولتير يطلب فائدة قدرها ١٠%، واستثمر فولتير أكثر أمواله في سندات مدينة باريس التي تدر ربحاً قدره ٥% أو ٦%، وكثيراً ما أعطى تعليماته إلى وكيله للإلحاح على مدينيه بالسداد: "أنه من الضروري يا صديقي أن تطالب مرة ومرتين وتلح وتراقب وتلح في الطلب-ولكن لا تعذب المدينين من أجل إيرادي السنوي ومتأخراتي (٧٠) وفي ١٩٧٩ قدر سكرتير فولتير أن دخله السنوي بلغ ٨٠ ألف جنيه (٧١). ولم يكن فولتير ينبش الأرض بحثاً عن المال، ولم يكن بخيلاً مقتراً، وكثيراً ما منح الأموال وقدم سائر المساعدات لشباب الطلبة ومد يد المعونة قولاً أو فعلاً إلى فوفينارج ومارمونتل ولا هارب. وقد رأيناه يتنازل عن العائدات رواياته للممثلين، وعند ما ضاع عليه أربعون ألف جنيه بسبب إفلاس ملتزم عام كان قد أقرضه المبلغ واجه الأمر في هدوء، ولم يثر أو يغضب. وذكر العبارات التي تعلمها في صغره "أعطانا الله، وأخذ الله فليتقدس اسم الله".
ولو أن فولتير أوتي مالاً أقل ليستغله ويعنى به، وكان أكثر بدانة أو اكتنز لحماً أكثر فوق عظامه، فلربما كان أقل حساسية وعصبية وأقل نزقاً