عذابي بسببه. وما ضحيت قط بشيء قدر تضحيتي للعقل ببقائي هنا لإنجازه .. أنا أستيقظ في التاسعة، وأحياناً في الثامنة صباحاً. وأتناول القهوة، واستأنف العمل في الرابعة، وأتوقف عنه في العاشرة … وأتجاذب أطراف الحديث مع فولتير حتى منصف الليل وهو يتناول معي العشاء. وفي منتصف الليل أعود إلى العمل في نيوتن واستمر حتى الخامسة صباحاً. إني أنجز هذا الكتاب من اجل العقل والشرف ولكني أحبك أنت وحدك" (٨٥).
وفي ١٠ يونيه جدد فردريك بسرعة دعوة فولتير إلى الحضور إلى بوتسدام ظناً من الملك أن سانت لامبرت قد أعفى فولتير من أية مسئوليات أخرى يلتزم بها تجاه دي شاتيليه، فأجاب فولتير "حتى فردريك الأكبر نفسه لا يستطيع أن يحول بيني وبين القيام بالواجب لا يمكن أن يحلني منه أي شيء … لن أتخلى عن سيدة قد تعاجلها المنية في سبتمبر. والأرجح أن عملية الوضع ستكون خطيرة جداً عليها، ولكن إذا كتبت لها النجاة، فإني أعدك يا مولاي أن أحضر في أكتوبر وأقدم ولائي لجلالتكم (٨٦)".
وفي يوليه صحبها إلى لونفيل لتكون تحت رعاية طبية خاصة. إن خوف الموت أزعجها كل الإزعاج-يختطفها الموت في الوقت الذي وجدت فيه الحب من جديد، وفي الوقت الذي كانت فيه سني دراستها وبحثها على وشك أن تتوج بنشر كتابها. وفي ١٠ سبتمبر أنجبت طفلة. وفي اليوم العاشر من سبتمبر فارقت الحياة بعد أن عانت كثيراً. واستبد الحزن والأسى بفولتير فزلت قدمه وهو يغادر غرفتها وسقط على الأرض، وظل فاقد الوعي فترة من الوقت. وساعده سانت لامبرت على الأفاقة من غشيته. وقال فولتير عندئذ: "آه يا صديقي أنت الذي قتلتها … يا إلهي! ما الذي أغراك بأن تصل بها إلى هذه الحالة؟! " وبعد ذلك بثلاثة أيام طلب فولتير من لونجشامب الخاتم الذي خلعوه من يد السيدة المتوفاة. وكانت صورته منقوشة عليه يوماً ما وجده السكرتير في يد لامبرت، وتعجب فولتير قائلاً: "هكذا النساء. لقد خلعت صورة ريشيليو من هذا الخاتم، ثم جاء سانت لامبرت فطردني … هذا هو نظام الطبيعة .. شخص ينتزع مكان آخر.