وتوفي الزوج بعد ست سنوات من زواجه، وفي نفس الوقت الذي انتقل فيه فولتير والمركيزة دي شاتيليه إلى باريس. والتمست الأرملة بعض السلوى والعزاء بين ذراعي فولتير، ووجد هو بعض الحرارة والدفء بين ذراعيها. وواضح أن حب الخال سرعان ما تحول إلى شيء غير مشروع. وفي رسالة مؤرخة في ٢٣ مارس ١٧٤٥ خاطب فولتير ابنة أخته بقوله "محبوبتي، عزيزتي"(٨٩)(١) وقد تكون هذه العبارة حب برئ ولكن في ديسمبر، أي قبل عامين من لقاء المركيزة بسانت لامبرت كتب فولتير إلى الأرملة الطروب رسالة يجدر اقتباسها حرفياً حتى يمكن تصديقها:"أقبلك ألف قبلة. روحي تقبل روحك، إن قلبي مفتون بك. أقبل كل شيء فيك"(٩٠).
وحذفت مدام دنيس بعض الألفاظ تواضعاً وخجلاً، ولكن المفروض أنها أجابت برسالة غرامية، لأن فولتير كتب لها من فرساي في ٢٧ ديسمبر ١٧٤٥:"عزيزتي، تقولين إن كتابي إليك بعث السرور والنشوة حتى في حواسك كلها. وأنا مثلك تماماً. فلم أكد أقرأ العبارات الممتعة التي جاءت في كتابك حتى التهبت مشاعري من الأعماق. وأوليت كتابك كل الإجلال الذي أحب أن أوليه لشخصك كله، سأحبك حتى الممات"(٩٢). وفي ثلاث رسائل بعث بها إليها في ١٧٤٦ "إني أقبلك ألف قبلة"(٩٣). بودي أن أعيش عند قدميك وأموت بين ذراعيك .. (٩٤)"متى يكون في مقدوري أن أعيش إلى جوارك وينساني العالم بأسره؟ "(٩٥) وفي ٢٧
(١) هذه العبارة والمقتطفات التالية مأخوذة عن رسائل خطية اكتشفها تيودور بسترمان في ١٩٥٧، واشترتها مكتبة بيير بونت مورجان في نيويورك من أعقاب السيدة دنيس. ونشر الدكتور بسترمان، مدير معهد ومتحف فولتير في لي دليس في جنيف، النص الأصلي، مع ترجمة فرنسية تحت عنوان "رسائل غرامية من فولتير إلى ابنة اخته (باريس ١٩٥٧) وترجمة إنجليزية (لندن ١٩٥٨). وكل الرسائل، فيما عدا أربعاً من بين ١٤٢ رسالة بخط فولتير، وبعضها مكتوب بالإيطالية التي كانت مدام دنيس ملمة بها. وكتبت هذه الرسائل فيما بين عامي ١٧٤٢ - ١٧٤٥. وثلاث منها مؤرخة على وجه التحديد. ومن ثم لا يمكن أن يكون تسلسلها التاريخي مؤكداً. والتواريخ التي أوردناها هنا هي التي حددها دكتور بسترمان.