أما في ميدان الأدب فلم توفق جنيف توفيقاً يذكر. ذلك أن الرقابة اليقظة على المطبوعات فنقت الطموح والأصالة الأدبيين. فحظرت الدراما باعتبارها مباءة للفضائح. وحين أخرج فولتير مسرحيته "زائير" أول مرة في ١٧٥٥ في قاعة الاستقبال بفيللا دليس، تذمر رجال الدين، ولكنهم تسامحوا ي الجريمة باعتبارها عيباً خاصاً في ضيف كبير. ولكن حين نظم فولتير فرقة من الممثلين من شباب جنيف، وعرض سلسلة من التمثليات، طالب المجمع الكنسي (٣١ يوليو ١٧٥٢) المجلس الكبير بتطبيق مراسيم ١٧٣٢و١٧٣٩ التي تحظر كل عروض للمسرحيات عامة كانت أو خاصة، وأمر الرعاة بمنع رعاياهم من "تمثيل أدوار في المآسي ببيت السيد فولتير. " وأعلن فولتير توبته، ولكنه أخرج المسرحيات في بيته الشتوي بلوزان. ولعله هو الذي أوعز لدالامبير بأن يضمن المقال المذكور الذي كتبه عن جنيف نداء لرفع الحظر:
ليس السبب استهجان جنيف للمسرحيات في ذاتها، بل لأنها (كما يقولون) تخشى الميل إلى التبرج، والانحلال، والإباحية التي تنشرها الفرق المسرحية بين الشباب، ومع ذلك، أليس في الإمكان علاج هذه المساوئ بقوانين صارمة مرعية التنفيذ؟ … إن الأدب في هذه الحالة ينهض دون أن يزيد الرذيلة وستجمع جنيف بين حكمة إسبرطة وثقافة أثينا.
ولم يستجيب المجمع الكنسي لهذا النداء، ولكن جان جاك روسو رد عليه (كما سنرى) في خطابه المشهور"خطاب إلى مسيو دالامبير عن المسرحيات"(١٧٥٨). وبعد أن اشترى فولتير إقطاعية فيرنيه تخطى الحظر ببناء مسرح في شاتلين، على أرض فرنسية ولكن بجوار حدود جنيف. هناك أخرج التمثيليات، واستقدم لحفلة الافتتاح أكبر ممثلي باريس، هنري لوي لوكان. وحظر رعاة جنيف حضور التمثليات، ولكن الحفلات وجدت إقبالا شديداً من الجماهير حتى أن قاع المسرح كان يغص بالنظارة قبل بدء البرنامج بساعات في هذه المناسبات، حين يكون مقرراً أن يظهر لوكان على المسرح. وكسب المقاتل العجوز آخر الأمر معركته، ففي ١٧٦٦ أنهى المجلس الكبير حظر جنيف لتمثيليات.