ومع هذا فإني لا أستطيع أن أعمل شيئاً، بل أسير على ضفة النهر.
إن ريح الجنوب إذا هبت أطارت روحي المشوقة إلى وطني.
وحملتها معها إلى حانتنا المعهودة.
وهناك أرى شجرة خوخ على الجانب الشرقي من البيت.
بأوراقها وأغصانها الكثيفة تموج في الضباب الأزرق.
إنها هي الشجرة التي غرستها قبل أن أفارق الدار منذ سنوات ثلاث.
لقد نمت شجرة الخوخ الآن وطالت حتى بلغت سقف الحانة،
في أثناء تجوالي الطويل إلى غير أوبه.
أي بنيتي الجميلة يابنج- يانج، إني أراك واقفة
بجوار شجرة الخوخ، تنتزعين منها غصناً مزهراً،
تقطفين الأزهار، ولكني لست معك-
ودموع عينيك تفيض كأنها مجرى ماء!
وأنت يا ولدي الصغير بو سشين لقد نموت حتى بلغت كتفي أختك
وصرت تخرج معها تحت شجرة الخوخ!
ولكن من ذا الذي يربت على ظهرك هناك؟
إني حين أفكر في هذه الأمور تخونني حواسي
ويقطع الألم الشديد في كل يوم نياط قلبي.
وهاأنذا اقتطع قطعة من الحرير الأبيض وأكتب عليها هذه الرسالة
وأبعث بها إليك مصحوبة بحبي تجتاز الطريق الطويل إلى أعلى النهر
وكانت السنون الأخيرة من عمره سني بؤس وشقاء، لأنه لم ينزل قط من عليائه ليجمع المال، ولم يجد في أيام الفوضى والفتن ملكاً يحنو عليه ويرد عنه غائلة الجوع والحرمان. ولما عرض عليه لي- لنج أمير يونج أن ينضم إلى حاشيته