كشف كوك. فأبحر في ١٧٨٥ حول أمريكا الجنوبية ثم مصعدا إلى ألسكا وعبر إلى آسيا، وكان أول أوربي يمر بالمضيق (الذي كان يحمل اسمه على عهد قريب) الواقع بين سخالين الروسية وهوكايدو اليابانية. ثم اتجه إلى الجنوب وارتاد ساحل استراليا وبلغ جزر سانتا كروز. ويبدو أن سفينته تحطمت هناك (١٧٨٨) لأن أحداً لم يسمع بخبره قط.
وكان ارتياد اليابس هو أيضاً تحدياً لشهوة المغامرة والكسب. ففي ١٧١٦ وصل مراسل يسوعي إلى لحاسا-مدينة التبت "المحرمة" وارتاد كاستن بيبور ووصف جزيرة العرب، وفلسطين، وسوريا، وآسيا الصغرى، وفارس (١٧٦١). وجاب جيمس بروس شرق أفريقيا واكتشف من جديد منبع النيل الأزرق (١٧٦٨). وفي أمريكا الشمالية أسس الرواد الفرنسيون نيو أورليان (١٧١٨) وتحركوا شمالا على طول المسسبي إلى المسوري. وفي كندا كافحوا ليصلوا إلى المحيط الهادي، ولكن جبال روكي كانت عقبة كؤودا. وفي هذه الأثناء تقدم المستعمرون الإنجليز في الداخل إلى نهر أوهايو، وفتح الرهبان الأسبان الطريق لمن بعدهم من المكسيك عبر كاليفورينا الشمالية أن تصبح إحدى المغانم التي يصطرع عليها المقاتلون في حرب السنين السبع. وفي أمريكا الجنوبية قاد لاكوندامين من منابع الأمازون قرب كيتو إلى مصبه عند الأطلنطي، على بعد أربعة آلاف ميل بعد أن قاس درجة عرضية عند خط الاستواء.
وعجز رسامو الخرائط الجغرافية عن اللحاق بالرواد. فخلال نصف قرن (١٧٤٤ - ٩٣) أصدر سيزار فرنسوا كاسيني وابنه حاك دومنيك في ١٨٤ فرخ متوال خريطة لفرنسا طولها ٣٦ قدماً وعرضها ٣٦ قدماً، تبين في تفصيل لم يسبق له نظير، جميع الطرق، والأنهار، والأديار، والمزارع، والمصانع، وحتى ما وضع على جانب الطرق من صلبان ومشانق. وفي ١٧٦٦ نشر توربيرن ألوف بيرجمان، الذي لم يقنع واحداً من أعظم كيميائي القرن الثامن عشر، "وصفاً للعالم" لخص فيه الميتورولوجيا، والجيولوجيا، والجغرافيا الطبيعية في عصره. وذهب إلى أن كثيراً من الجزر هي قمم