ووقتئذ لا ترحمكم الأرض ولا السماء.
وهل تعرفون أن في شانتونج مائتي مقاطعة قد استحالت صحاري مجدبة،
وأن آلافا من القرى والمزارع قد غطاها الحسك والشوك؟
وأن الرجال يذبحون ذبح الكلاب، والنساء يسقن كما يساق الدجاج …
ولو أنني كنت أعرف ما هو مخبأ للأولاد من سوء المصير
لفضلت أن يكون أطفالي كلهم بنات …
ذلك أن الأولاد لا يولدون إلا ليدفنوا تحت العشب الطويل.
ولا تزال عظام من قضت عليهم الحرب في الماضي البعيد مدفونة بجوار البحر الأزرق تراها وأنت مار.
فهي بيضاء رهيبة تراها العين فوق الرمال،.
هنالك تجتمع أشباح الصغار وأشباح الكبار لتصيح جماعات،
وإذا هطل المطر وأقبل الخريف وهبت الريح الباردة،
علت أصواتهم حتى علمتني كيف تقتل المرء الأحزان …
إن الطيور تتناغى في أحلامها وهي تحلق فوق الماء
والبراعة تشع بضيائها في غسق الليل.
فلم يقتل الإنسان أخاه الإنسان ليعيش؟
إني أتحسر خلال الليل في غير طائل؟.
وقضى الشاعر عامين خلال عهد الثورة يطوف بأنحاء الصين تقاسمه إملاقَه زوجته وأبناؤه، وقد بلغ من فقره أنه كان يستجدي الناس الخبز، ومن ذلته أنه خر راكعاً يدعو بالخير للرجل الذي آوى أسرته وأطعمها حيناً من الزمان (٦٥). ثم أنجاه من بؤسه القائد الرحيم ين وو فعينه أمينا لسره، وغفر له أهواؤه وأطواره