ولكن في ١٧٦٠ أدخل روبرت ودانيال ستن التطعيم بالثقب، وقررا أن لم يمت من بين ٣٠. ٠٠٠ مطعم غير ١. ٢٠٠ - أي أربعة في المائة. وظل قسيس إنجليزي يدعى إدوارد ماسي حتى عام ١٧٧٢ يعظ ضد "عادة التطعيم الخطرة المدنية"، ويدافع بقوة عن الرأي اللاهوت القديم، الذي يرى أن الأمراض ترسلها العناية الإلهية عقاباً على الخطيئة (٣٥). وربما أمكن صياغة هذا القول من جديد ككثير من التعاليم الدينية القديمة صياغة علمانية، وهي أن المرض كثيراً ما يكون عقاباً على الجهل والإهمال).
وتبنت الفكرة دول أخرى. ففي أمريكا طعم الدكتور زابديل بويلستن أبنه (١٧٢١) خلال وباء الجدري السادس الذي تفشى في بوسطن، وأجرى ٢٤٦ تطعيما آخر رغم معارضة هائجة هددت بشنقه. ودافع عنه أكثر بينامين فرانكلين وبنيامين رش تأييدهما الفعال لحركة التطعيم في فيلادلفيا. وفي فرنسا ضرب الوصي على العرش، فيليب أورليان، بشجاعته المعهودة، المثل لغيره بتطعيم ولديه. وعارضت كلية الطب بجامعة باريس التطعيم حتى ١٧٦٣. ولكن فولتير امتدح حملة ليدي ماري في "رسائله حول الإنجليز"، ولاحظ انتشار التطعيم بين الشراكسة، وعزاه إلى القيمة المالية للجمال:"إن الشراكسة قوم فقراء، ولكن لهم بنات جميلات، هن إذن أهم سلعة في تجارتهم الخارجية، فهن اللاتي يزودن بالحسان حريم السلطان وصوفي فارس وغيرهم ممن يتيح لهم ثراؤهم شراء هذه السلع الثمينة والاحتفاظ بها. "(٣٧) وأذاع طبيب إيطالي يدعى أنجيلو جاتي تجربة التطعيم في فرنسا وأذاعها تيودور ترونشان في سويسرا. وتطعمت كاترين الكبرى والغراندوق بولس الروسي بناء على إلحاح فولتير (١٧٦٨)، وفي ذلك العام طعم بان انجهنوز ثلاثة أعضاء من الأسرة الإمبراطورية في فينيا.
كل هذه التجارب التي استعملت مصل الجدري من الإنسان، كان فيها الكثير مما يبعث على الشكوى، لأن نسبة الوفيات من التطعيم وإن