للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهي دراسات جمعها بعد خبرة ثلاثين عاماً في كتابه القيم"فن التولد" (١٧٥٢).

وأحرز الرمد تقدماً ذا بال بجراحات السد (الكتركته) التي أجراها وليم تشسلدين (١٧٢٨) وجاك دافييل، وقد أبتكر ثانيهما (١٧٥٢) العلاج الحديث للسد بانتزاع العدسة. وفي ١٧٦٠ صنعت أول نظارة ذات بعدين لبنيامين فرانكلن وبناء على اقتراحه فيما يبدو. وسنلقي بديدرو يدرس سيكولوجية المكفوفين ويقترح إمكان تعليمهم القراءة باللمس، ولعل روسو (على ما يقال) اقترح بالتفاهم معه الطباعة البارزة للمكفوفين (٣٨).

وتقدم طب الآذان بفضل استعمال القسطرة لتنظيف قناة يوستاكيوس (١٧٢٤). وبفضل أول جراحة ناجحة للالتهاب الحلمي (١٧٣٦)، وكشف سائل مرن في متاهة الأذن (١٧٤٢). وقد انقطع جياكومو رودريجر بيربرا الأسباني، الذي شغف حباً بفتاة صماء بكماء، لوضع لغة إشارات تستخدم يداً واحدة فقط، وحسن ألابيه شارل ميشيل دليبيه طريقة الكلام الصامت بأبجدية تستعمل كلتا اليدين، وكرس حياته لتعليم تلاميذه لإعاشتهم.

وأصبح علاج العقول أكثر إنسانية باضمحلال النظرة اللاهوتية القديمة التي دان بها بوسويه وويسلي-والتي زعمت أن الجنون مس شيطاني سمح به الله عقاباً على الخطيئة الموروثة أو المكتسبة. فقد كان نزلاء النار نثروم (برج الحمقى) بفيينا يعرضون على المتفرجين لقاء رسم دخول شأن الحيوانات في معرض الوحوش. وكان مستشفى بيت لحم للمجاذيب ( Bedlam) من أماكن الفرجة في لندن، يستطيع الجمهور فيه لقاء أجر أن يتفرس في المخبولين وهم موثقون بسلسلة وطوق حديدي إلى الحائط. وكان المجانين في الأوتيل ديو بباريس يعاملون بقسوة أو إهمال على أيدي خدم مبخوسي الأجر مرهقين بالعمل. وأسوأ من هذا كانت المستشفيات الخاصة لمرضى العقول، التي كان في الإمكان إقناعها بقبول حبس أشخاص يسلمهم إليها أقرباؤهم المعادون لهم (٣٩). واستعملت شتى