للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسبوعين، وواضح أنه كان يقلد كربيون Crebillon الأصغر في "الأريكة" ١٧٤٠ حيث أخذت أريكة تتذكر من جديد عدد العاشقين الذين كانت تئن تحتهم. وتخيل ديدرو خاتماً سحرياً عند أحد السلاطين إذا وجهه إلى الحلي الزائفة عند المرأة، وجعلها وعشيقها يعترفان بكل ما قاسى الأثنان وعانيا من الغرام. ووجه الخاتم السحري إلى ثلاثين سيدة، وما كاد يفتر عنصر التشويق والامتاع في المجلدين كليهما. وخلط المؤلف البذاءة بشيء من الملاحظات المثيرة عن الموسيقى والأدب والمسرح-وأضاف حلماً رأى فيه السلطان طفلا يسمى "التجربة" أخذ ينمو ويكبر ويقوى حتى دمر معبداً قديماً أسمه "الفريضة" وحقق الكتاب غرضه على الرغم من إقحام الفلسفة فيه، حيث أمكن أن يدر مالاً، ودفع الناشر لورنت دوراندا لديدرو مبلغ ١٢٠٠ جنيه في المخطوطة وعلى الرغم من أن الكتاب لم يكن يباع إلا خلسة فقد عاد بربح وفير. وخرجت ست طبعات بالفرنسية في ١٧٤٨ وظهرت عشر طبعات في فرنسا بين عامي ١٩٢٠ - ١٩٦٠ والواقع أن هذا أوسع كتب ديدرو انتشاراً وأكثر عدد طبعات (٨).

وبدل ديدرو من طبعه وحالته النفسية حين كتب رسائل علمية. وقدر أحسن التقدير كتابه: مذكرات في موضوعات مختلفة في الرياضيات" (١٧٤٨) الذي ضم أبحاثه علمية أصيلة في الصوت والجهد ومقاومة الهواء، "وتصميماً لأرغن جديد" يمكن أن يعزف عليه أي إنسان. وأثنت "مجلة الرجل المهذب" "وصحيفة العلماء" على بعض المقالات، بل إن صحيفة اليسوعيين "دي تريفو" امتدحتها، ودعت إلى مزيد من مثل هذه الأبحاث من رجل بارع قدير مثل مسيو ديدرو الذي نلاحظ أن أسلوبه رشيق واضح غير متكلف بقدر ما هو مبدع (٩). وظل ديدرو طوال حياته ينطلق بشكل غير متواصل إلى العلوم الطبيعية. ولكن ازداد ميله إلى مسائل علم النفس والفلسفة. وكاد يكون في كل مجال تقريباً أكثر المفكرين أصالة في زمانه.