الصناعة، وغمرت من جديد بالظلام جزءاً من العالم. وراوده أكبر الأمل في "اتراف مثل هذا الجيل بفضل أولئك الرجال الذين أوجسو خيفة من هذا الخراب وتوقعوه فجمعوا شتات المعرفة التي تراكمت عبر القرون وحفظوها في حرز أمين" وقال "إن الأعقاب بالنسبة للفيلسوف هي بمثابة الدار الآخرة بالنسبة لرجل الدين (٤٠).
وخلق المجلد السابع الذي ظهر في خريف ١٧٥٧ أزمة أخرى أسوأ مما سبقها. وذلك أن كسنى وترجو كتباً أبحاثاً مستفيضة مشهورة في شرح سياسة عدم التدخل الحكومي في الشئون الاقتصادية، (مذهب الفيزيوقراطيين في حرية التجارة والصناعة -ظهر في فرنسا في القرن الثامن عشر) كما أن لويس دي جوكور، الذي كثيراً ما أسهم الآن في الكتابة في الموسوعة، كتب مقالة موجزة مهينة تحت عنوان "فرنسا" بلغت كلماتها تسعمائة كلمة ولم ترو معظمها شيئاً من تاريخ فرنسا، بل عددت شوائبها وأخطائها: الافراط الخطير في عدم المساواة في توزيع الثروة، فقر الفلاحين، وتضخم باريس وتناقص السكان في الأقاليم. وفي مقال عن "الحكومة" كتب جوكور "أن الخير كل الخير للشعب في حريته … وبدون الحرية تنتفى السعادة في الدول" وفي هذا المجلد كتب فولتير مقالة عن الفسوق والزنى، وتفاخر بأنها علمية، ولكن مقالة "المقاومة" -على الأقل المقالة التي أثارت أشد مقاومة- هي المقاتلة عن جنيف التي التقيا بها في محيطها السويسري. ونسي دالمبير ما أخذ به نفسه من حيطة وحذر وتصميمه على الاقتصار على الرياضيات وأثار على نفسه سخط جنيف وباريس كلتيهما حين صور رجال الدين الكلفنيين بأنهم يرفضون ألوهية المسيح.
ورأى جريم على الغدر أن هذه المقالة زلة فظيعة تعوزها اللباقة، وقال إنها تسبب اهتياجاً وبلبلة. وأستنكر أحد اليسوعيين المجلد في عظة ألقاها أمام الملك في فرساي. وكتب دالمبير إلى فولتير يقول "إنهم يجزمون بأني أمتدح قساوسة جنيف في أسلوب يضر بالكنيسة الكاثوليكية" (٤١). وفي ٥ يناير