الطبيعي للخرافة" متظاهراً بترجمته عن "جان ترنشارد الإنجليزي". وفي نفس العام أصدر "رسائل إلى أوجيني" أو الصيانة صد الآراء المسبقة (دون تمحيص) والمزعوم أنه بقلم فيلسوف أبيقوري في سكو Sceaux. وفي ١٧٦٩ صدر "بحث في الآراء المسبقة" من تأليف مسيو دي مارسي Marsais يوضح أن العلاج الوحيد لمساوئ الدين هو نشر التعليم والفلسفة. وفي ١٧٧٠ نشر البارون النشيط تحفته الرائعة، وهو أقوى كتاب فذ صدر في الحملة ضد المسيحية.
ب - منهج الطبيعة
كان المزعوم أن كتاب منهج الطبيعة أو قانون العالم المادي والعالم المعنوي طبع في لندن. ولكنه طبع في الواقع في أمستردام في مجلدين كبيرين يحمل اسم مسيو ميرابو Mirabaud وكأنه المؤلف. وهذا الرجل الذي كان قد فارق الحياة منذ عشر سنوات كان سكرتير الأكاديمية الفرنسية. وجاء في المقدمة عرض لتاريخ حياته ومؤلفاته ولم يصدق أحد أن الرجل الطيب المثالي ميرايود ألف مثل هذا الكتاب المخزي.
وفي ١٧٧٠ بعد أن قررت جمعية رجال الدين أن تجمع كل أربع سنوات منحة مالية للملك وأهابت به أن يمنع تداول المؤلفات المعادية للمسيحية، والتي انتشرت كثيراً في فرنسا. فأصدر لويس الخامس عشر أوامره إلى النائب العام أن يتخذ الإجراءات فوراً. وشجب برلمان باريس سبعة كتب من بينها كتاب دي هولباخ "فضح أسرار المسيحية ومنهج الطبيعة"، باعتبارها بعيدة عن التقوى، مليئة بالتخريف، محرضة على الفتنة، نزاعة إلى القضاء على كل فكرة عن الألوهية، وإلى إثارة الشعب للتمرد على ديانته وحكومته، والقضاء على كل مبادئ الأمن العام والأخلاق، وصرف الناس عن واجب الطاعة والإذعان لمليكهم. وكان ينبغي إحراق الكتب واعتقال مؤلفيها وعقابهم عقاباً صارماً. ويقول موريليه أن كثيراً