ونشر أصدقاء دي هولباخ نقد فولتير وسيلة للإعلان عن أفكار البارون وأتخذ شباب المتمردين المادية سمة للبسالة والشجاعة في الحرب ضد الكاثوليكية ودخلت فلسفة دي هولباخ إلى روح الثورة الفرنسية قبل روبسبيير وبعده- وكان يؤثر روسو. وإنا لنسمع أصداء كتاب "منهج الطبيعة" في كامي ديمولان وماراه ودانتون (١٥٤) قال فاجيه "إن دي هولباخ أكثر من فولتير وأكثر من ديدرو، هو أبو الفلسفة والهجوم العنيف على الدين في أواخر القرن الثامن عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر (١٥٥) وفي عهد حكومة الإدارة أرسل أحد الوزراء نسخاً من أحد كتب دي هولباخ إلى رؤساء المصالح والهيئات في محافظته للحيلولة دون بعث الكاثوليكية من جديد (١٥٦). وأنا لنحس تأثير دي هولباخ في إنجلترا في مادية بريستلي (١٧٧٧) ونبع كتاب جودوين "بحث في العدالة السياسية" من دي هولباخ وهلفشيوس وروسو بهذا الترتيب في التأثر (١٥٧). وبدأ الإلحاد المتحمس عند شللي صهر جودوين، بقراءة "منهج الطبيعة" الذي شرع في ترجمته كوسيلة لإشراك أساتذة أكسفورد في الحملة ضد الدين (١٥٨). أما في ألمانيا فإن مادية دي هولباخ وتشكك هيوم هما اللذان أيقظا كانت من "سباته العقائدي" وربما ورث ماركس بطرق غير مباشر تعاليمه المادية عن دي هولباخ.
وقبل أن يكون أن يكتب البارون بزمن طويل كان بيركلي قد آذى المادية أكبر إيذاء. فالذهن هو الحقيقة الواقعة الوحيدة المعروفة مباشرة. والمادة (منذ عرفها دي هولباخ بأنها كل ما يؤثر في حاوسنا) معروفة بطريق مباشر، عن طريق الذهن. ويبدو أنه غير معقول أن نهبط بالمعروف مباشرة إلى ما هو معروف بطريق غير مباشر. وليست المادة واضحة لدينا كما تعودنا أن تكون. إن الذرة تحيرنا كما يحيرنا الذهن سواء بسواء. فكلاهما يحلل إلى أشكال من الطاقة لا يتيسر لنا فهمها، وأنه لمن العسير الأن، كما كان عسيراً في أيام لوك وفولتير، أن نتصور كيف يمكن أن يصبح المادة فكرة أقل وعياً بكثير. أن التفسير الميكانيكي للحياة أثبت أنه مجد في الفسيولوجيا،