هو الأب آدم الذي تسلم صدقاته، وغلبه دائماً في الشطرنج. وأحذر فولتير شالوتيه بقوله "احترس حتى لا يوقع الجانسنيون يوماً من الضرر والأذى قدر ما أحدث اليسوعيون .... وماذا يفيدني أن أتخلص من الثعالب إذا أسلم ني للذئاب"(٦٤). أنه خشي أن يعمد الجانسنيون مثل البيوريتانيين في القرن السابع عشر في إنجلترا إلى إغلاق المسارح، والمسرح كل هوى نفسه الأثير لديه تقريباً، ومن ثم كتب إلى دالمبير "كلن اليسوعيون ضروريين، وكانوا ضرباً من التسلية، وكنا نسخر منهم، أما الآن فسوف يسحقنا المتحذلقون"(٦٥). وكان على استعداد للصفح عن اليسوعيين لمجرد أنهم أحبوا الآداب القديمة والمسرحية (٦٦).
وشاركه صديقه وعدوه فردريك الأكبر في هذه المشاعر. وسأل الأمير دي لين ١٧٦٤:"لماذا قضوا على مستودع نفائس أثينا وروما، معلمي الإنسانيات وربما الإنسانية الممتازين، وهم اليسوعيون؟ أن التعليم سيعاني من القضاء عليهم .... ولكن حيث أن الأخوة الملوك الأكثر كثلكة ومسيحية وإخلاصاً وإيماناً ورسولية قد طردوهم، فإني وأنا الأكثر هرطقة سأجمع أكبر عدد منهم وأحافظ عليهم"(٦٧).
وعندما أنذر دالمبير بأنه سوف يأسف لهذا الود واللطف وذكره بأن اليسوعيين كانوا يعارضون غزوه لسيليزيا أنب الملك الفيلسوف بقوله:
"لا تنزعج من أجل سلامتي. أني ليس لدي ما أخشاه من اليسوعيين، إنهم يستطيعون تعليم شباب البلاد وهم أقدر على ذلك من غيرهم-حقاً إنهم كانوا يعارضونني أثناء الحرب، ولكنك بصفتك فيلسوفاً يجدر بك ألا تلوم أحداً لكونه عطوفاً رحيماً مشرباً بالروح الإنسانية تجاه أي فرد من الجنس البشري مهما كان من أمر دينه أو الجماعة التي ينتمي إليها. حاول أن تكون فيلسوفاً أكثر منك ميتافيزيقياً"(٦٨).
وعندما حل البابا كليمنت الرابع عشر جماعة يسوع بأسرها ١٧٧٣ أبى فردريك السماح بنشر المرسوم البابوي في مملكته. وظل اليسوعيون يحتفظون بممتلكاتهم وأعمالهم في بروسيا وسيليزيا.