الخلق (الذي يحدد الفعل) قبل أن بنمو العقل؟ ألم يكن العقل مطية أقوى الرغبات؟ تلك كانت بعض المشاكل التي واجهت الأخلاق الطبيعية.
وقبل معظم الفلاسفة شمولية حب الذات مصدراً أساسياً لكل الأفعال الإرادية أو الواعية، ولكنهم آمنوا بأن التعليم والتشريع والعقل قد تعمل كلها على تحويل حب الذات إلى تعاون متبادل ونظام اجتماعي. إن دالمبير بنى في ثقة الأخلاق الطبيعية على:
"حقيقة واحدة لا تقبل الجدل هي حاجة الناس بعضهم إلى بعض، والالتزامات المتبادلة التي تفرضها تلك الحاجة وإذ نسلم بهذا إلى حد كبير، فإن كل القوانين الأخلاقية تستتبعه في تسلل منتظم لا مناص منه ولا يمكن تفسيره. ولكل المشاكل المتعلقة بالأخلاق حل فوري في قلب كل منا، وهو حل قد تروغ منه أو تتحايل عليه أحياناً أهواؤنا وعواطفنا، ولكنها لا تقضي عليه مطلقاً. وحل كل مسألة بعينها يؤدي .... إلى جذر الأساسي وهذا بطبيعة الحال هو مصلحتنا الذاتية وهي المبدأ الأساسي في كل الالتزامات الأخلاقية (٨٦).
وتبين لبعض الفلاسفة أن هذا يتطلب هيمنة العقل بصفة عامة في الناس عموماً-أي مصلحة ذاتية "مستنيرة" إلى حد كاف لترى اختيار النفس (الاختيار الذاتي) في صورة كبيرة إلى حد يسمح بالتوفيق بين أنانية الفرد وخير الجماعة. ولم يشارك فولتير في هذه الثقة في ذكاء الأنانية وبدا له التعقل عملية استثنائية، ولآثر أن يؤسس الأخلاق على وجود غيرية (حب الغير) مستقلة عن حب الذات، واستمد هذه الغيرية من شعور بالعدالة بثه الله في الناس. واتهمه الأخوة بأنه يسلم القضية للدين.
ومذ افترض الفلاسفة شمولية حب الذات فأنهم بصفة عامة خلصوا إلى أن السعادة هي الخير الأسمى، وأن كل اللذات مجازة مسموح بها إذا كانت لا تؤذي الجماعة أو الفرد نفسه.
وجرياً على أساليب الكنيسة دبج جريم ودي هولباخ ومابلي وسانت