بل هو مجموعة وتسلسل لأفراد غير معصومين من الخطأ، وليست حكمة الجنس إلا مجموعة مركبة من أخطاء الأفراد وحسن تبصرهم، وماذا حدد أي العناصر من هذا الحطام من الأفكار سينتقل إلى الأعقاب والذراري ويسترعي انتباه الزمن؟
بندكت: إن نجاح الأفكار في تجارب الجماعات والأمم هو الذي حدد البقاء لبعض الأفكار وفناء الباقي.
فولتير: لست متأكداً، فربما كان التحيز متسربلاً ثياب السلطة هو الذي حدد في كثير من الحالات أي أفكار يجب الاحتفاظ به، وربما منعت الرقابة ألفاً من الأفكار الطيبة من الدخول إلى تقاليد الجنس البشري.
بندكت: أظن أن خلفائي فكروا في الرقابة وسيلة لمنع انتشار الأفكار التي قد تقوض الأساس الأخلاقي للنظام الاجتماعي، والمعتقدات المؤثرة التي تساعد الناس على احتمال أعباء الحياة وأني لأسلم بأن مراقبينا قد ارتكبوا أخطاء جسيمة مثل ما حدث مع جاليليو-ولو أني أرى أنا كنا أكثر اعتدالاً معه مما سول أتباعك لكثير من الناس أن يعتقدوا.
فولتير: قد تكون تقاليد إذن خاطئة ظالمة وتكون حجر عثرة في سبيل تقدم التفاهم. وكيف يتقدم الإنسان إذا حرم مناقشة التقاليد؟
بندكت: ربما كان علينا أن نناقش التقدم أيضاً. ولكن فلنطرح هذه المسألة جانباً الآن مؤقتاً. أعتقد أنه يجدر بنا أن نناقش التقاليد والنظم مع حرصنا على ألا نهدم أكثر مما نبني، ومع الحذر من أن الحجر الذي نزعزعه من مكانه لا يكون ضرورياً لتدعيم ما نريد الإبقاء عليه. على أن نعي دائماً حقيقة متواضعة، تلك هي أن خبرة الأجيال قد تكون أفضل وأحكم من العقل فرد عابر.
فولتير: ومع ذلك فالعقل أجل نعمة أنعم الله بها علينا.