فولتير: ولكن الزواج بواحدة فقط أمر غير طبيعي وغير محتمل، أيها الأب العزيز.
بندكت: وإن أي كبت للغريزة أمر غير طبيعي، ومع ذلك يستحيل قيام المجتمع دون الكثير من هذه القيود، وأعتقد أن الرجل أو المرأة مع رفيق (زوج) واحد وعدة أطفال أسعد من رجل أو امرأة مع عدة رفاق وطفل واحد. وكيف ينعم رجل بالسعادة وقد طلق زوجته التي فقدت جمالها في الحمل وفي تربية أبنائه، حين أثاره وجه جديد وقوام رشيق؟
فولتير: ولكن بتحريمك الطلاق يجب أن تتسامح مع الزنى المنتشر انتشاراً واسعاً في الأقطار الكاثوليكية.
بندكت: نعم نحن ضعفاء مجرمون. نحن ضعفاء بسبب الفكر والتخلي عن الإيماني، وربما كان الزنى أفضل من الطلاق، لأنه يهيئ في الظاهر بيتاً متحداً آمناً للأبناء، وينطوي على ارتباك وتشويش أقل للأسرة. ولكني أشعر بالخجل لأننا لم نجد حلاً أفضل.
فولتير: أنت رجل مؤمن مخلص أيها الأب، إني لأتنازل عن كل ما أملك إذا قدر لي أن أشاركك إيمانك وطيبة نفسك.
بندكت: ومع ذلك فمن الصعب إقناعك. وإني ليتولاني اليأس أحياناً من كسب الرجال الأذكياء اللامعين أمثالك، من تحرك أقلامهم مليوناً من الأنفس وتوجهها نحو الشر أو الخير. ولكن بعض أتباعك يفتحون أعينهم على الحقيقة المرة الرهيبة. فإن فقاقيع التقدم انفجرت في قرن شهد مزيداً من قتل الرجال والنساء بالجملة. ومزيداً من اجتياح المدن وتخريبها، ومن تحجر القلوب وفسادها، أكثر من أي قرن آخر في التاريخ. إن التقدم في المعرفة والعلم ووسائل الراحة والقوة ليس تقدما في الوسائل،