بندكت: نعم. كنا مذنبين. إن العقيدة طيبة لا غبار عليها، ولكن القائمين عليها رجال ونساء عرضة للخطأ والإثم.
فولتير: ولكن إذا كان القائمون عليها عرضة للخطأ، فلماذا يزعمون أنهم معصومون منه؟
بندكت: إن الكنيسة تدعي العصمة فقط لأحكامها الرسمية الأساسية الموقرة جداً، ويجب الكف عن الجدل في موضع ما، إذا أريد للذهن أو المجتمع أن يعيش في هدوء وسلام.
فولتير: وهكذا نعود ثانية إلى الرقابة الخانقة والتعصب الوحشي الذميم اللذين كانا مصدر الأذى والهلاك في حياتي، ومبعث الخزي والعار في تاريخ الكنيسة. ويمكنني أن أرى أبواب محاكم التفتيش مفتوحة من جديد.
بندكت: أرجو ألا يكون الأمر كما تقول. إن هذا كان يسبب ضعف البابوية، إن محاكم التفتيش كانت قاسية. إن خلفائي كافحوا لوقفها.
فولتير: البابوات أيضاً مذنبين. أنهم نظروا برباطة جأش إلى قتل مئات اليهود أثناء الحروب الصليبية، وتآمروا مع دولة فرنسا على قتل الالبيجنسيين (طائفة دينية ازدهرت في جنوب فرنسا فيما بين ١٠٢٠ - ١٢٥٠م وأخيراً قضي عليها بتهمة الزندقة). لماذا نعود إلى عقيدة استطاعت على الرغم من كل سحرها وفتنتها أن تولد مثل هذه الوحشية ومازالت تتغاضى عنها؟
بندكت: أننا شاركنا في عادات عصرنا وسلوكه. ونحن نشارك الآن في تحسين الأخلاق. انظر إلى قساوستنا، أليسوا، مجموعة ممتازة من الناس في تعليمهم وتبتلهم وسلوكهم؟
فولتير: هكذا يقولون لي. ولكن ربما كان هذا بسبب المنافسة. ومن يدري ماذا سيكونون عليه، حين يهيئ لهم أنصارهم ذوو الأصل