للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تسلما للملك سراً. ففعلت. وكانت المذكرة من ماريا تريزا، وهذا نصها.

"إنني بصفتي إمبراطورة وملكة، أعد بألا يذاع شيء على الإطلاق من كل ما سيعرضه الكونت شتارهمبرج باسمي على الملك المسيحي جداً، وبأن يحتفظ دائماً بأعمق السرية في هذا الأمر؛ سواء نجحت المفاوضات أو فشلت. ومن المفهوم بالطبع أن الملك سيعطي إقراراً ووعداً مماثلين".

فيينا، ٢١ يونيو ١٧٥٥ (١٠).

وعين لويس الابيه دبرنيس والمركيزة دبومبادور للاجتماع سراً بشتارهمبرج في جناحها "بابيول". هناك اقترح السفير باسم الإمبراطورة أن تتخلى فرنسا عن تحالفها مع بروسيا، وأن تتعهد بأن تقدم للنمسا على الأقل معونة مالية في حالة نشوب الحرب. وقال إن فردريك حليف عديم الفائدة، لا يركن إليه. ولمح بأن فردريك، حتى في تلك اللحظة مشغول باتصالات سرية مع الوزارة البريطانية. وتعد النمسا من جانبها بأن تمتنع عن أي عمل عدائي ضد فرنسا إذا دخلت فرنسا في حرب مع إنجلترا، وفي حالة نشوب هذه الحرب تسمح النمسا لفرنسا باحتلال أوستند ونيويورت، وقد تسمح نهائياً بأن تكون الأراضي المنخفضة النمساوية من نصيب فرنسا.

ولاحظ لويس أن هذا الميثاق سيورطه في حرب نمساوية ضد بروسيا، ولكنه لا يلزم النمسا بأن تعين فرنسا على إنجلترا. وكان له عذر في أن يخشى جيش فردريك أكثر من الجيش النمساوي-الذي طالما هزم، والذي كانت قيادته في الحرب الأخيرة غاية في السوء. فأمر لويس أن يرد بأن فرنسا لن تغير تحالفها مع بروسيا ما لم تقدم لها البراهين على اتصالات فردريك بإنجلترا. ولم يستطع كاونتز حتى ذلك التاريخ أن يقدم هذه البراهين، فتوقف سير خطته مؤقتاً. ولكن حين تلقى لويس اعتراف فردريك بمعاهدة ويستمنستر الإنجليزية البروسية، رأى أن تحالفه مع بروسيا مات في الحقيقة والواقع. وربما خطر له، وهو غارق في آثامه، أنه قد