الفرنسي- النمساوي، وحاول تانسان ولكنه أخفق (٢٨)، فقد كان الحلفاء يشمون ريح النصر وراحت ماريا تريزا تتحدث عن تمزق أوصال ملك فردريك إرباً، فلا يكفي أن ترد لها سيليزيا وجلاتز، بل يجب أن تعطي مجدبورج وهالبر شتات إلى أوغسطس الثالث وتعود بومرانيا إلى السويد ويكافأ ناخب البالاتين بكليفز ورافنسبورج.
وقد بدت آمالها معقولة. ذلك أن "جيش الدوفينة" الفرنسي كان قد دخل ألمانيا، وكان شطر منه بقيادة أمير سوبيز، القائد الأثير لدى بومبادور، في الطريق للانضمام إلى الجيش الإمبراطوري عند إوفورت، وزحف شطر آخر بقيادة المرشال دستربه ليلتقي بقوة هانوفرية يقودها الدوق كمبرلاند، وهو ابن جورج الثاني. وعلى مقربة من قرية هاشتنبيك هزم الفرنسيون هذه القوة هزيمة منكرة (٢٦ يوليو) أكرهت الدوق على أن يبرم في كلوستر-تسيفين (٨ سبتمبر)"اتفاقاً" تعهد بمقتضاه أن يمنع جنوده الهانوفريين من أي اشتباك مع فرنسا.
وربما بلغ فردريك نبأ هذا التسليم المذل تقريباً في نفس الوقت الذي بلغته فيه الأنباء بأن جيشاً سويدياً نزل أرض بومرانيا، وجيشاً روسياً ١٠٠. ٠٠٠ مقاتل بقيادة ستيبان أبراكسين غزا بروسيا الشرقية وسحق قوة من ٣٠. ٠٠٠ بروسي عند جروس-ييجرزدورف (٣٠ يوليو) وكادت الهزائم بالإضافة إلى الكارثة التي أصابته في بوهيميا تقضي على أمل فردريك في قهر أعداء بهذه الكثرة وهذا التعزيز باحتياطيات من العتاد والرجال. أما وقد كفر بفضائل المسيحية كما كفر بلاهوتها، فإنه لجأ إلى أخلاقيات الرواقيين وفكر في الانتحار. وظل إلى نهاية الحرب يحمل قنينة سم إذ عقد النية على ألا يضع أعداؤه أيديهم عليه إلا جثة هامدة. وفي ٢٤ أغسطس أرسل إلى فهلميني خطاباً يسبح فيه بحمد الموت فيما يشبه الهستريا: