للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جهده ليثنيه، ولكن بطرس أصر، وأخيراً-في رواية فردريك-"أضررت لالتزام الصمت، وترك هذا الملك المسكين إلى هذا الاعتداد بالنفس الذي دمره" (٦٤).

أما بيوت، الذي انقلب الآن عدواً نشيطاً لفردريك، فقد طلب إلى بطرس أن يترك العشرين ألف روسي الموجودين في الجيش النمساوي حيث هم. وأرسل بطرس نسخة من الخطاب إلى فردريك، وأصدر أمره للجنود الروسية بالانضمام إلى فردريك والخدمة في صفوفه، وعرض بيوت على النمسا صلحاً منفرداً، واعداً إياها بتأييد التخلي لها عن أقاليم بروسية، ولكن اونتر رفض، وندد فردريك ببيوت لأنه وغد (٦٥). وسره أن يسمع بأن فرنسا أنهت معونتها المالي للنمسا، وأن الترك يهاجمون النمساويين في المجر (مايو ١٧٦٢).

وفي ٢٨ يونيو عزل بطرس بانقلاب أجلس على العرش كاترين الثانية "إمبراطورة الأقاليم الروسية كلها"، وفي ٦ يوليو اعتقل بطرس، وأصدرت كاترين الأمر لكزرنيكيف، الذي تولى قيادة الروس تحت فردريك، بأن يعود بهم إلى أرض الوطن فوراً. وكان فردريك يتجهز لهجوم على داون. فطلب إلى كزرنيكيف أن يخفي نبأ تعليمات القيصرة ثلاثة أيام. وهزم فردريك داون في بوركرزدورف (٢١ يوليو) دون أن يستخدم هؤلاء الروس الاحتياطيين. وسحب كزرنيكيف الآن جنوده، ولم تعد روسيا تشارك بأي دور في الحرب. أما وقد خف الخطر عن الملك في الشمال، فأنه ساق النمساويين أمامهم، واستولى من جديد على شفايدنتز وفي ٢٩ أكتوبر هزم الأمير هنري، بجيش من ٢٤. ٠٠٠ مقاتل، ٣٩. ٠٠٠ نمساوي وجندي إمبراطوري عند فرايورج بسكسونيا. وكانت هذه هي العملية الحربية الكبرى الوحيدة التي انتصر فيها البروسيون دون أن يكون تحت قيادة فردريك. وكانت أيضاً آخر المعارك الهامة في حرب السنين السبع.