ايكو. وأذعنت الحكومة، وفي ٢٣ ديسمبر ١٧٧٠ ألغيت المراسيم التي أباحت حرية الاتجار في الغلال.
على أن أفكار الفيزوقراطيين شقت طريقها رغم هذه النكسة، سواء في فرنسا أو خارجها. وكان مرسوماً قد صدر في ١٧٥٨ وقرر حرية التجارة في الصوف ومنتجاته. وزار آدم سميث كزتية في ١٧٦٥، وراعه منه "تواضعه وبساطته" ورسخ ميله إلى الحرية الاقتصادية. وكان رأيه "أن أكبر غلطة لهذا النظام … في اعتباره طبقة الصناع؛ ورجال الصناعة والتجارة طبقة عميقة غير منتجة على الإطلاق"، ولكنه خلص إلى "أن النظام، بكل ما فيه من عيوب، ربما كان أقرب ما نشر إلى الآن من الحقيقة حول موضوع الاقتصاد السياسي"(٥٧). وقد انسجمت أفكار الفيزوقراطيين مع رغبة إنجلترا-التي أصبحت الآن أعظم الأمم المصدرة في خفض رسوم التصدير والاستيراد. ووجد هذا المذهب القائل بأن الثروة تنمو نمواً أسرع في ظل التحرر من القيود الحكومية على الإنتاج والتوزيع، آذاناً صاغية في السويد تحت حكم شارل الثالث. وكان حب جفرسون للحكومة التي تمارس أقل قدر من الحكم، من بعض النواحي، صدى للمبادئ الفيزوقراطية. وقد أقر هنري جورج بتأثير الفيزوقراطيين على دعوته لضريبة واحدة تفرض على العقار. واستهوت فلسفة حرية المشاريع والتجارة طبقة رجال الأعمال الأمريكيين، وأعطت دفعة جديدة للتطور السريع الذي حظيت به الصناعة والثروة في الولايات المتحدة. وفي فرنسا أتاح الفيزوقراطيون أساساً نظرياً لتحرير الطبقات الوسطى من العقبات الإقطاعية والقانونية التي عرقلت التجارة الداخلية والتقدم السياسي، وقبل أن يموت كزنيه (١٦ ديسمبر ١٧٧٤) كان عزاء له أن يرى أحد أصدقائه يعين مراقباً للمالية ولو أفسح له في الأجل خمسة عشر عاماً أخر لشهد انتصار الكثير من الأفكار الفيزوقراطية في الثورة الفرنسية.