إلى حياة بسيطة فطرية. وكان خير عرض للمثال الشيوعي وأكمله كتاب موريللي "ناموس الطبيعة"(١٧٥٥ - ٦٠) وقد نسبه الكثيرون إلى ديدرو، وصرح المركيز دارجانسون بأنه يفوق كتاب مونتسكو "روح الشرائع"(١٧٤٨). وقد ذهب موريللي، كما ذهب روسو، إلى أن الإنسان خير بطبعه وإلى أن غرائزه الاجتماعية تحمله على السلوك الطيب، وأن القوانين أفسدته بتقرير الملكية الخاصة وحمايتها. وامتدح المسيحية لميلها إلى الشيوعية، وأسف لأن الكنيسة أقرت الملكية، فإقامة الملكية الخاصة أورثت البشر "الغرور، والحمق، والكبرياء، والجشع، واللؤم، والنفاق، والشر .. وكل شيء شرير ينتهي إلى هذا العنصر الخفي المؤذي، وأعني به شهوة التملك (٥٦) ". ثم ينتهي السفسطائيون إلى أن طبيعة البشر تجعل الشيوعية ضرباً من المحال، في حين إن الذي حدث في التتابع الواقعي للأحداث هو أن انتهاك الشيوعية هو الذي أفسد الفضائل الفطرية للإنسان. ولولا الجشع والأنانية، والمزاحمات، والأحقاد التي ولدتها الملكية الخاصة لعاش الناس معاً في أخوة مسالمة متعاونة.
ولابد للبدء في إعادة البناء من إزالة العوائق من طريق التعايش الحر في الأخلاق والسياسة "فتعطى كامل الحرية للعقلاء من الناس في مهاجمة الأخطاء والأهوال التي تدعم نزعة التملك" وينبغي أن يؤخذ الأطفال من آبائهم وهم في السادسة وينشئوا تنشئة مشتركة بواسطة الدول حتى يبلغوا السادسة عشرة، وعندها يعادون إلى ذويهم بعد أن تكون المدارس قد دربتهم على التفكير بلغة الصالح العام لا التملك الشخصي. وينبغي ألا يسمح بالملكية الخاصة إلا في أخص خصائص الحاجات الشخصية "فتجمع كل النواتج في مخازن عامة لتوزع على كل المواطنين لسد حاجات الحياة"(٥٧). ويجب أن يعمل كل قادر على العمل، فيساعد في المزارع من الحادية والعشرين إلى الخامسة والعشرين. ويجب ألا يكون هناك طبقة عاطلة، ولكن لكل فرد الحرية في أن يعتز في الأربعين على أن تدير الدولة رعايته في شيخوخته. وتنقسم الأمة إلى مدن حدائق لها مركز للبيع والشراء وميدان عام. ويحكم