عقب حفل الزفاف مباشرة (أول سبتمبر ١٧٦٨)، ولم تقع عليه عيناها بعد ذلك قط. وكوفئ جيوم بمعاش قدره ٥. ٠٠٠ جنيه، فاتخذ له خليلة واصطحبها إلى لفنياك حيث عاشرها خمسة وعشرين عاماً، ثم تزوجها حين علم أن زوجته أعدمت بالجلوتين.
ولحقت جان، التي اتخذت الآن اسم الكونتس دوباري، بالملك سراً في كومبيين، ثم علانية في فونتنيلو. وسأل الدوق رشيليو لويس ماذا يرى في هذه اللعبة الجديدة، فأجاب جلالته "لا أكثر من أنها تنسني أنني سأبلغ الستين بعد قليل. (٧٦) " وريعت بطانته. فقد كان في استطاعتهم أن يفهموا في غير غباء حاجة الملك إلى خليلة، أما أن يأخذ امرأة عرفها العديدون منهم مومساً، ثم يرفعها إلى مقام يعلو على المركيزات والدوقات!! وكان شوازيل قد منى نفسه بأن يقدم أخته للملك (خليلة تحمل لقباً)، فراحت هذه النبيلة المرفوضة تحرض أخاها-الذي كان الحذر من طبعه-على العداء الصريح لهذه الدعية الجميلة، ولم تغتفر له دوباري فعلته قط.
وسرعان ما تقلبت الخليلة الجديدة في الذهب والجواهر, وخلع عليها الملك معاشاً قدره ١٣٠. ٠٠٠ فرنك بالإضافة إلى راتب سنوي قدره ١٥٠. ٠٠٠ فرنك، تفرض على مدينة باريس وولاية برجندية. وهرع الجواهريون إلى تزويدها بالخواتم والعقود والأساور والتيجان وغيرها من أسباب الزينة المتألقة التي اقتضوا الملك ثمنا لها ٢. ٠٠٠. ٠٠٠ فرنك في أربع سنوات. وبلغت جملة ما تكلفته الخزانة في تلك السنوات الأربع ٦. ٠٠٠. ٣٧٥ جنيهاً (٧٧). وسمع أهل باريس بجمالها المتألق، وحزنوا لأن بومبادور جديدة أقبلت لتبتلع ضرائبهم.
وفي ٢٢ إبريل ١٧٦٩ قدمت رسمياً في البلاط، وطلعت على أفراده في شعلة متوهجة من الحلي والجواهر وهي تتكئ على ذراع ريشليو. وأعجب الرجال بمفاتنها، أما النساء فاستقبلنها بما يجرؤن عليه من فتور. واحتملت هذه الإهانات في هدوء، وأرضت بعض الحاشية بتواضع سلوكها والضحك الرخيم الذي كانت تشرح به صدر الملك. ولم تبد أي ضغينة حتى لأعدائها (باستثناء شوازيل)، واكتسبت الرضى باستمالة