اتحدت مع فرقة الكوميدي الإيطالية. وفي ١٧٨٠ انتقلت هذه الأوبرا كوميدي الموسعة إلى مقر دائم لها في صالة فافار. أما صاحب الفضل في ازدهارها فهو فرانسوا أندريه فيليدور، الذي جاب أوربا بطلاً من أبطال الشطرنج، وألف خمساً وعشرين أوبرا، كلها تقريباً هزلية، مثل "سانشوبانسا"، "وتوم جونس" ولكن فيها ذوق سليم وفن رفيع. وقد نسيت الآن أوبراته، ولكن "دفاع فيليدور""وتراث فيليدور" ما زالا يذكران بوصفهما نقلتين كلاسيكيتين في لعبة الشطرنج وكان الباليه فاصلاً محبباً يتخلل الأوبرا الفرنسية؛ هنا وجدت الرشاقة الفرنسية مجالاً آخر؛ وغدت الحركة شعراً، وقد كتب جان جورج نوفير، أستاذ الأوبرا في دار أوبرا باريس، رسالة كانت يوماً ما مشهورة عن ألحان الرقص-"رسائل في الرقص والباليه"(١٧٦٠)، وقد مهدت الطريق لإصلاحات جلوك بدعوتها إلى الرجوع للمثل الإغريقية في الرقص، بما فيها من طبيعة الحركة، وبساطة اللباس، وتأكيد على الدلالة الدرامية لا الأشكال التجريدية أو براعات العازفين.
وأصبحت الحفلات الموسيقية العامة الآن جزءاً من الحياة في جميع مدن فرنسا الكبرى. ففي باريس ضربت "الفرقة الموسيقية الروحية"(التي أنشئت بالتوبلري في ١٧٢٥) مثلاً رفيعاً في الموسيقى الآلية. وبينما كانت الأوبرا-كونيك تمثل مسرحية برجوليزي "لاسيرفا يادورنا" كانت فرقة الكونسير تعزف ترنيمة "ستابات ماتر"(وهي ترنيمة لاتينية عن حزن مريم على المسيح المصلوب) التي أحسن الجمهور استقبالها فظلت تتكرر سنوياً حتى عام ١٨٠٠ (٢٠). وكانت لفرقة الكونسير الفضل في تحديد هاندل، وهيدن، وموتسارت، وجومللي، ويتشيني، والباخيين، إلى الجماهير الفرنسية، وإتاحة فرصة الظهور لكبار عازفي ذلك العهد.
وقد أجمع هؤلاء العازفون الزائرون على أمر واحد، هو تخلف فرنسا في الموسيقى عن ألمانيا والنمسا وإيطاليا، وشاطرهم جماعة الفلاسفة هذا الحكم. فكتب جريم (وهو ألماني) "من الأسف أن القوم في هذا البلد