الجميلة بتمثال عجوز لا تكسوه غير سبلة سماه "النهر". وكلفه مسرح الكوميدي-فرانسيز بتزيين قاعاته بتماثيل نصفية للمسرحيين الفرنسيين، فأبهج الناس جميعاً بتماثيله التي صورت كورنيي، ومولير وفولتير، في صور مثالية. أما رائعته فتمثال نصفي للكاتب المسرحي جان دروترو نقله عن حفر في حوزة الأسرة. وهو أشبه بدارتنيان في كهولته-شعر مرسل، وعينان متقدتان، وأنف مشاكس، وشوارب كثة، وهو من أبدع التماثيل النصفية في تاريخ النحت. وبدافع الغيرة من مسرح الكوميدي-فرانسيز، كلفت فرقة الأوبرا كافييري بأن ينحت التماثيل لأبطالها هي أيضاً، فصنع التماثيل النصفية للوللي ورامو، ولكن هذه التماثيل اختفت. وبقيت لوحة جميلة "لفتاة صغيرة"(٤٨). ربما كانت من أعضاء فريق باليه الأوبرا، وهي توفيق ساحر جمع بين العينين الخجولتين والصدر الناهد.
أما أحب المثالين لمدام دوباري فهو أوجستن باجو. فبعد أن قضى الفترة المألوفة لتلمذة الفنانين في روما، حقق ثراءً مبكراً بما تلقى من مهام ملكية وتكليفات من خارج فرنسا. وقد صور الخليلة الجديدة في نحو اثنتي عشرة لوحة. ويرتدي التمثال المحفوظ باللوفر رداء كلاسيكياً منقوشاً نقشاً رائعاً. وصور بوفون للجاردان دروا بناءاً على طلب الملك (٤٩)، ثم خلد ديكارت، وتورين، وبسكال، ونوسوبه، وأروع أعماله ما زال حياً في الصور البارزة التي حلى بها المقصورات في دار الأوبرا بفرساي. وعمر حتى قام بأعمال للويس السادس عشر وبكى على إعدام ذلك الملك، وشهد نابليون يبسط سلطانه الشامل على القارة.
ب - العمارة
هل قامت في فرنسا خلال هذه الأعوام الثمانية عشر عمارة خالدة؟ لم يقم إلا القليل فالكنائس كانت أوسع من أن يملئها من بقي من المؤمنين، والقصور أخذت تثير غيرة الجماهير التي طحنها الجوع. وكان تجدد الاهتمام بالمعمار الروماني نتيجة للحفائر التي أجريت في هركولانيوم (١٧٣٨) وبمبيي (١٧٤٨ - ٦٣) يدعم إحياء الطرز الكلاسيكية الخطوط ذات البساطة