في خورس أوسط تحت قبة ثلاثية. واتسمت كل مرحلة تقريباً من مراحل البناء بالجدل. ومات سوفلو في ١٧٨٠ بعد أن أرهقته وفتت في عضده الهجمات التي شنت على تصميمه، وخلف البناء ناقصاً. وتبين أن الركائز التي صممها لتحمل القبة أضعف من أن تحملها، فأحل شارل-أتيين كوفلييه محلها-من الأعمدة تفوقها جمالاً. وحولت الثورة هذه الرائعة من روائع إحياء الفن القديم من هدفها الديني إلى هدف دنيوي؟ فسمتها من جديد البانتيون تذكاراً لرائعة ماركوس أجريبا في روما، لتكون مثوى لـ "جميع آلهة" النظام الجديد، حتى فولتير، وروسو، ومارا، ولم تعد كنيسة مسيحية، بل غدت مقبرة وثنية؛ وقد رمزت في عمارتها ومصيرها إلى انتصار الوثنية المطرد على المسيحية.
وأحرز الشكل الكلاسيكي نصراً آخر في كنيسة المادلين (المجدلية) الأولى التي بدئ تشييدها عان ١٧٦٤، فحلت صفوف الأعمدة والأجنحة المستوية السقوف محل العقود والبواكي، وغطت الخورس قبة. وأطاح نابليون بها كلها قبل أن تنجز لتحل محلها كنيسة المادلين التي تتبوأ مكانها اليوم والتي هي أشد إمعاناً في الكلاسيكية.
كان هذا الانقلاب إلى الطرز الكلاسيكية الوقورة، بعد إسراف الباروك المتمرد في عهد لويس الرابع عشر وأناقة الروكوك اللعوب في عهد لويس الخامس عشر، جزءاً من الانتقال إلى "طراز لويس السادس عشر" في عهد لويس الخامس عشر نفسه-وهو طراز البناء، والأثاث، والزخرفة الذي سيتخذ اسم الملك الذي أطاحت الجيلوتين برأسه. وضبط الفن نفسه فتحول عن المنحنيات الكثيرة والزخارف المسرفة إلى البساطة المقتصدة، بساطة الخطوط المستقيمة والشكل البنائي. وكان اضمحلال المسيحية قد انتزع من التسامي القوطي المفرط قلبه، ولم يترك للفن ملاذاً غير تحفظ رواقي تجرد من الآلهة وتشبث بالأرض.
أما أعظم المعماريين الفرنسيين في هذا الجيل فهو جاك-أنج جابرييل، الذي أورثه أسلافه العمارة في عروقه. عهد إليه لويس الخامس عشر