الشكل، ومن واجب الجمال فيها أن يستغني عن الفخامة والعظمة. والهيكل أو القصر الصيني لا يتطاول إلى الإشراف على الطبيعة بل يتعاون معها على أن يخلق من الكل انسجاماً كاملاً يعتمد على تناسب أجزائه وتواضعها. والعمائر الصينية تعوزها الصفات التي تكسبها متانة وأمناً وطول بقاء، كأن من شادوها يخشون أن تذهب الزلازل بجهودهم.
وإن من الصعب على الإنسان أن يعتقد أن هذه العمائر تنتمي إلى ذلك الفن الذي أقام آثار الكرنك وبرسبويس، والآثار التي شيدت على الأكروبول؛ فليست هي عمائر بالمعنى الذي يفهمه الغربيون من هذا اللفظ، بل هي حفر في الخشب، وطلاء للخزف، ونحت في الحجر. وهي أكثر انسجاماً مع الخزف واليشب من الصروح الضخمة الثقيلة التي أقامها فنّا الهندسة والمعمار في بلاد الهند وبلاد النهرين ورومه. وإذا لم نتطلب إليها العظمة والصلابة التي ربما لم يعن بها من أنشئوها، وإذا أخذناها على أنها أصداف تعبر عن أرق الأذواق في أضعف أشكال المباني وأقلها بقاء، إذا فعلنا هذا وذاك كان لهذه العمائر مكانها بين أجمل طرز الفن الصيني الطبيعية التي تناسب أهل تلك البلاد وبين أجمل الأشكال التي ابتدعها الإنسان.